قصة قصيرة
العنوان / شيطان الانس
= = = = = = = = = = =
عجوز عقيم ، في هذا الزمن السقيم ، فرغ بيتها بعد رحيل زوجها ، الباقون من الاولاد كل ذهب إلى داره ، وحدتها طويلة ، وليس باليد أي حيلة ، فراحت تندب حظها ، بينما هي تحدث نفسها واذا بجارتها تأتي لها لتسليها :
_ جئتك اواسيك بوحدتك وصداها ، ادرك انك تعيشين عتمة الايام ودجاها ، رحل الجميع وتركوك لنار الحيرة ولظاها ، لقد شح عليك اولادك بالوصل وانت امراة خارت قواها ، تركوك تعيشين أياما مضت بكل ذكراها.
تعالت الحسرات تمالكت نفسها ردت مكابرة :
_ لقد كان لكل منهم بيتا وديار ، وحياة كلها اسرار ، وانا تركت لهم حرية الاختيار ، انا في بيتي وهم يغدون علي ليلا ونهار ، فكان هذا افضل رائي واحسن قرار .
جارتها كانت ثرثارة فراحت تؤنبها :
_ كم تعبتي وكم سهرت ليالي وأيام ، واولادك يكبرون كل عام وعام ، وفي النهاية يتركوك وحيدة تصارعين الآلام ، وتنتظرين عطف أحدهم بكلام باهت او سلام ، لقد اخلوا عليك الدار من فرحة الالتئام ، سلبوك عزة أم تتباهى باولادها وهم يحيطونها بالمحبة والاهتمام ، اظنهم سيعضون اناملهم اذا تكالبت عليك السهام ، تعيشين يومك كله عتمة وظلام .
خرجت جارتها وتركتها تعيش وسواس شيطان الانس الذي حملته لها ، راحت تطوف في باحة الدار وتقول :
_الصغار اصبحوا كبار ، تمردوا على بيتهم الكبير واختاروا الاستقرار ، تركوا لي الأثار ، تبا لهذا الزمن من غدار ، أمست ديارهم موحشة قفار ، وانا امرأة عجوز والليل علي طويل اصارع الأفكار .
لجأت الى سريرها والدموع تتهاطل هدأت ، سكنت ، سكتت .....
جاء أحد أولادها للأطمئنان عليها كعادته دق الباب ، لم يكن هناك جواب ، أقتحم الدار ، وجد امه قد فارقت الحياة ، صاح :
_ لم تركتي بيتنا بلا حنان ، لم رحلتي قبل الأوان ، أتعلمين ان الإنسان مهما طال به الزمان ، يلجا لأبويه كي يعرف الأمان ، لقد كان الدهر بنا خوان ، اخذك وتركنا للاحزان .
بقلمي ..... محمد الباشا/ العراق
تعليقات
إرسال تعليق