قصة قصيرة أحقاد الحسد ..بقلم الشاعر والأديب محمد الباشا

قصة قصيرة 
العنوان / أحقاد الحسد
= = = = = = = = = = = 
القاضي يسأل المتهمة المراهقة :
_ ما السبب ؟ الذي دفعك وما الذي وجب ، حتى تقومي بهذا الفعل العجب ؟
أجابت الفتاة وهي ترتجف :
_ كانت صديقتي منذ زمان ، أياك كنا جيران ، نتسابق على الأمتياز في كل أمتحان ، لكنها تفوقت علي فنالت الأهتمام والأستحسان ، فصارت المفضلة لدى الجميع في كل أوان ، وأنا رميت إلى للنسيان ، فراحت تثير الأساتذة والطلاب فأمست عالية الشأن كلها عنفوان ، أنتهت رحلة تميزي وأستلمت هي الراية فكانت للتفوق عنوان .
أجابها القاضي :
_ لكن هل يكفي هذا كي تقومين ؟ بفعلتك ولجرمك التي يندى لها الجبين ؟ أم أن هناك شيء أخر لا تريدين قوله ولا ترغبين؟ 
انهارت الفتاة بالبكاء فراحت تصرخ :
_ لم يكفيها إنها جميلة حسناء ، ولم يكفيها إنها من الأغنياء ، ولم يشبع رغبتها تفوقها وإنها ذكية من الأذكياء ، حتى تطاولت على حلمي بكل غباء ، سرقت حبيبي الذي كان أملي للأرتقاء ، فراح يرميني للصدود والجفاء ، صارت تغازله وبدأت معه باللقاء ، أخذت مني كل شيء وتركتني للعناء .
هنا سكتت لحظة واستجمعت قواها ونظرت بكل صلف ووقاحة للجميع :
_ لقد ملكت كل الإهتمام ، وحققت كل الأحلام ، ورمت بي الى الأسقام ، وجعلتني أعيش الأوهام ، تبا لهكذا صديقة لم تترك لي شيئا غير الإنتقام ، فكان لها الموت الزؤام .
قال لها القاضي :
_ أذن تعترفين ، بأنك كنت عليها تتأمرين ، ولفرصة الانقضاض عليها تنتظرين ؟
بحالة هستيرية وفقدان وعي وهذيان قالت :
_ لقد بددت كل ما كان لي من تأملات ، وصارت تزهو لها الحياة ، هي بين الناس من أهل الذوات ، في المدرسة من المتفوقات ، أخذت مني حبيبي أغلى الأمنيات ، فما كان مني الا أن أرسم لها لوحة الممات ، كانت الى جنبي فدفعتها الى منتصف أحد الطرقات ، لتدهسها أحدى السيارات المسرعات ، واشفيت غليلي وعلت في روحي الضحكات .
سكتت ، عيونها هطلت هتون دمعها ، فراحت تشد شعرها بقوة وتضحك بجنون وضحكت وضحكت حتى سقطت .

بقلمي... محمد الباشا/ العراق

تعليقات