أولى القبلتين 55
الطّفلُ اليتيم
أنا طفلٌ يتيم الأمِّ
أجلسُ على الرّصيف وحدي
أمعنُ في وجوهِ المارّة من النّاس
أتأمّلُ في وجوه الأمّهاتِ
لعلّي أجدُ وجه أميّ الرّاحلة
إلى الآفاقِ البعيدة
أُكابدُ البردَ وصقيع اللّيلِ
أتضوّرُ جوعاً
يجتاحني ظَمأٌ شديد
أشاهدُ الأطفالَ يلعبون ويمرحون
تُمسكُ أمّهاتهم بأيديهِم
تصحبُهُم إلى دورِ الطّفولةِ
ومدارسِ الصباحِ
وأنا وحدي أتذكُّر أمّي الرّاحلة
فأذرفُ دموع الفراق
أنا وحدي ليسَ لي سوى ربّي الكريمِ
في غمرةِ الزّحام
أنامُ ليلي ألتحفُ السّماءَ
على ضوءِ النّجومِ أغفو
أحلمُ لعلّي ألتقي طيف أمّي
أراها قادمة مسرعة الخُطا
من بين الغيومِ الكثيفة
تهرعُ ناحيتي
تضمّني إلى حضنها الدّافئِ
تبلّل وجهي بالدّموعِ
حبيبي ولدي طفلي الوحيد
أودعتُكَ عينَ الله الّتي لا تنَمَ
ربّاه رفقاً بفلذةِ روحي
أكرمهُ بواسعِ رحمتك
يا أرحم الرّاحمين
د. بسّام محمد سعيد
تعليقات
إرسال تعليق