*** لما الصّبر ***
آه يا وجع العرب يا رجع
و ألف آه يكتبها الصبر
سما فينا الجهل و الطمع
و تهاوى الورد و الفجر
يغرز البعد فينا مناسكه
فتهجونا النار اذ تستعر
كم تناثرت ليلا محاجرنا
و كم ضاق الليل و الصدر
أرى الظلم صوانا يوقدنا
كما أرانا رمادا و لا خبر
لا مفرّ من غيث هزائمنا
فكم زرع بمخادعنا المكر
و لا مرد لأمجاد ماضينا
مادمنا في طبعنا الغدر
ننتظر من القدر مفازتنا
و سعينا بالغش يستتر
يا أمة تمزقت مفاتنها
و الأمل على بابك ينتحر
تاهت الأنوار على رايتها
و شلّت الاوصال و الفكر
حروب للكراسي غايتها
و أمراض مع الفقر تنتشر
تفرّقنا كالساسة يحكمنا
و لطريق الخلق و الحق نفتقر
فرق تسود الليل كعادتها
و كل يوم يفضح لنا خبر
هذا لهذا يختال له غفوا
حتى يرديه قتلا و ينتصر
الكل للكل له بالرفض شكا
و لا سككا لتقدمنا و لا قطر
شعوب تفنى في معيشتها
و أخرى ترتجي منك الهجر
غصت بالحلق كلمة أمتنا
لولا الاسلام لتلحف بنا النكر
ترهلت أعمارنا بالصبر أسفا
لما الصبر و كلنا للمرارة يجترّ ؟
~ طاهر الذوادي ~
تعليقات
إرسال تعليق