إلى الطفل السوري الغريق الذي هربَ من وطنه إلى شواطئ اللجوء .......... جثةٌ كالسكر ........... بقلم الأستاذة منى مسلماني

إلى الطفل السوري الغريق الذي هربَ من وطنه إلى شواطئ اللجوء
 النائم على شواطئ تركيا إلى من لم أنسَ قصتهُ من خمسِ سنوات وإلى من نسيها فليتذكر وإلى من يجهلها فليقرأ بين سطوري ما معنى أن تموتَ الطفولة أمامنا ونحن نتفرج ونلتقط صوراً لها 💔
بقلمي 🖌️ منى مسلماني 
نص بعنوان 

جثةٌ كالسكر

أرجوكَ قف من ورائي والتقط صورةً لجسدي البالي
 لا تسلني من أي أرضٍ قد أتيت
فقد غلبني النسيان
 أرجوكَ لا تذكرني فالطريق كان موحشاً وخالي
أذكر أنّي قد غفوت بحضن  أمي أما  
أبي ...؟ لا أدري أين هو؟
 كان  يمسك بيديَ أنا وأخي الغالي
أرجوكَ دعني أحلم سأخبرك عندما أصحو فالحلم غالي
أرجوكَ لا تسلني من أي أرضٍ قد أتيت فأنا  متعب الآن
أمي هناك شيء غريب فأنا لست جائعا وللبرد لم أعد أبالي
الناس من حولي يصرخون:
 لا تلمسوا الجثة يا إخوان!!!!
أخبريهم أنّ اسمي ايلان
اسم اختارته أمي لي بروية وحنان
أين أمي لتخبركم أين أبي؟ أخي هل لازلت ظمآن؟
 أخبرتني أمي بأننا ذاهبون الى أرض جميلةٍ كالجِنان
فهلا أخبرتني أين هذا المكان؟
أرضٌ أشبع ُ فيها  كل ليلةٍ قبل أن أنام
لم أعد أريدها يأمي .. صدقيني ..أريد حُضنكِ الآن
أمي لم يعجبني هذا المكان فأنتِ لستِ هنا وأنا بردان
أين أنتِ لتحمليني بعيداً عن هذه الشطآن
فالموجُ يصفع جسدي الغضّ كأنني مُدان
أخبريه ألا يضرب قدمي فلم أتعلم المشي بهما
 إلا ثلاثةَ أعوام

والموجُ يغدو ويذهب ضارباً جسدي
 على مرآى الأنام
 أمي أظنني غيرَ… قادرٍ على الكلام
 فصوتي غائرٌ قد ابتلعت الظلمَ بالأكوام
أرجوك لا تتركيني قابعاً على رملهم كالرُكام
أخبريه أني كنت كالعصفور أغرد وأتنقل دونما اهتمام
وأني قطعة السكر كما لقبتني على الدوام
أرجوكِ يا أمي لملميني بحضنك أغمريني
 لا تتركيني  
 أعيديني لموج البحر أتيهُ كالحُطام
ولكن لا تتركيني هاهنا 
جثةً أذوبُ كالسكر فمن حولي مثل الجَهام
لا تتركيني دون حراكٍ أيقظيني فكل من حولي نيام 
وأنتي تعرفين كم أخشى الوحدةَ و الظلام
أمي... لازلت متلحفاً بقميصي الأحمر الذي تحبين
ألا تذكرين.....؟
كم أحببتيهِ علي
وكم قبلتِ وجنتي
وابتسمتِ وقلتِ يكفي 
فقد أصبحتا كشقائق النعمان
تأخرنا وراءنا سفرٌ لمدينةٍ كالأحلام
ألا تذكرين.....؟
كم كان هذا  الصباح خرافيَ الحُسن بحضنك
ألبستني الأحمر ورتبتِ لي شعري
لتنثره حباتُ رملهم الغضبان
أمي لا أزالُ أنتعل حذائي فأنا جاهز للمضي الآن
لازلتُ أنتظرك فأنتِ لي الثُمام
أمي رملهم قاسٍ كقلوبهم 
وماحال بحرهم 
أهو مني زعلان
أخبريه أني سألعب معه لكنني تعبان
..بردان
...لحضنك مشتاقٌ ولهان
أخبريهم أن اسمي ليس جثة
أنا لكِ كل لهفة
 أنا قطعة  السكر أنا ايلان
وأنهم إن ضيعوا الدربَ 
يوماً سيدلهم جسدي أنا الانسان

بقلمي🖌️~منى مسلماني~

تعليقات