السبت 27 فبراير 2021م دراسة النقديه لرائعة شعرية لشاعرة قديرة الأستاذة منى شحاته..........................بقلم الشاعر و الناقد الأدبي الأستاذ رفعت محمد بروبى

السبت 27 فبراير 2021م
 ( دراستى النقديه ) لرائعة شعرية لشاعرة قديرة استاذتى ( منى شحاته ) ابنة (مجلة ملتقى القلوب للإبداع الأدبي ) .
‏  ******************************************************************
((كيف أمحوك)) شعر /  منى شحاته .
 .  *******************
     كيف لي ان أمحوك من.. قلبي
     رجوت عيني أن تكف.. دموعها
     كيف لي في وصلك قل ..لي
     لتكفكف بيدك.. مدمعي
     وكيف لي أن أمحوك من.. ذاكرتي
     وأنت تسكن بين.. أضلعي
     الذنب ذنبك لاشك فيه بالمر قد.. أذقتني
     أحنو عليك وفي القلب لوعة..
     وأنت بالصد منك تردني
     حاولت نسيانك وسألت قلبي
     أترق حقا لظالم..فقال هذا قدرك فلا.. تسألي
   *****************************
     بقلمي (( منى شحاتة)) .
  ******************************************************************
( دراستى النقديه ) بقلمى  /رفعت بروبى . 
  *********************
ككل دراسة نقديه أجريها لأى نص شعرى / أقوم باختيار (  المنهج الشعرى ) الذى يتوافق ويتواءم مع القصيده  وحسب مكوناتها وعناصرها وجوها النفسى ومشتملاتها الابداعية / لغة وبلاغة وابداعا // والآن  /سوف اتعامل مع هذا النص من خلال ( المنهج النقدى البحثى ) وهو يعد من اصعب امناهج النقديه حيث يبحث بكل كبيرة وصغيرة للنص الذى يعرض له . وهو المنهج الذى استخدمه الناقد الانجليزى ( كساجروس ) عندما قام ب نقد رائعتى الشاعر / الاغريقى ( هوميروس ) وراعتيه ( الأوديسه / والإلياذه ) وايضا المنهج الذى أثنى عليه الناقد المصرى الكبير والذى تعلمت / النقد الادبى / على يديه / الاستاذ الدكتور / شوقى ضيف / رحمة الله عليه
********************************************************************
( التضافرية والتكامليه ) 
   ************* 
مذ بداية النص / وشاعرتنا ( منى شحاته ) اتخذت قصيدتها ( تضافريتها ) حيث شعرنا ب ( الوحده العضوية ) للقصيدة / فما وجدنا أية ( ثغرات / أو سقطات ) بين كل صورة شعرية واخرى // ايضا اتخذت قصيدتها نسقها ( المتكامل ) حيث اتضح لنا هذا جليا / عندما استهلت الشاعرة رائعتها الشعريه المغرقة فى اسمى واعذب ( الرومانسيات ) التى اتشحت ب اسلوبها البلاغى الجميل والمبهر // بقولها ( الاستفهامى والاستنكارى ) بذات الوقت ( كيف لى ان امحوك من قلبى ) .. هو تعبير بقمة الرقة والعذوبة المتشبعة بحب وعشق ووله الحبيبه التى تخاطب الحبيب بلهجتها ( الاستمالية ) الرقيقة // هو الشوق ولهفة الحبيبة لغياب الحبيب عنها حيث بثته اشتياقها له / وهى توحى لنا بوجود محاورة بين الحبيبة وحبيبها // تبثه حبها وتؤكد له مكانته بقلبها / وان حبها لك يكبر باستمرار مع كل حروف ونداء الحب /// حتى انها رجت عينها لتكف عن ابكاء بقولها ( بقولها ( رجوت عيني أن تكف.. دموعها ) قمة ( الكلاسيكيه ) التى بدت واضحة بحروفها المبكية / استتبعتها بعد ذلك بسؤالها للحبيب بقولها ( كيف لي في وصلك قل ..لي) لقد استخدمت الشاعره مفردتين ( سألت / و / قل لى ) )هو سؤالها / وانتظارها ل اجابة الحبيب عنه // لوحة شعرية مهرة للغاية وبقمة الرقى اللغوى والجمال البلاغى /// ) استتبعته بعد ذلك بقولها العذب ( وانت تسكن بين أضلعى ) ،، ( سكون الحبيب / بقلبها / بين ضلوعها ) تشكيلة تصويرية راقية وجميله جدا // وهى صورة جماليه مغرقة فى ارق واعذب( رومانسيات ) هى تعيدنى لقول الشاعر اللبنانى الشاب ( جورج جرداق ) وقوله برائعته ( هذه ليلتى ) والتى شدت بها كوكب الشرق السيده أم كلثوم ( ياحبيبى طاب الهوى ماعلينا / لو حملنا الأيام فى راحتينا / صدفة اهدت الوجود الينا / وأتاحت لقاءنا فالتقينا ) لقد أمتعتنا الشاعره ( منى شحاته ) ب ايقونتها الشعرية الرقيقة الجميله حيث صورت لنا عدة لوحات تشكيلية فنية اتشحت بالمصداقية ورغبة الحبيبة فى احتواء حبيبها )و هو ذات الحب والذى تحدث عنه شاعرنا الكبير ( نزار قبانى ) بقوله لحبيبته ( زيدينى عشقا زيدينى / يا أحلى نوبات جنونى ) // فهى العاشقة المدلهمة الذائبة بذات حبيبها /انظر ايضا لقوها ( ذنبك لاشك فيه بالمر قد.. أذقتني)  وهنا لاحظ التلاعب المفردات ( ب المر /  و / أذقتنى ) وهو يعد ( ضمن التلازميات )  الوارده بالقصيده الجميله / وهو ( مجاز بلاغى ) يحسب لروعة  القصيدة / واتساقها البلاغى / فهى بمثابة حروف استودعتها /دموع الحزن / فلابد أن تأخذ لها ( لونها الاسود الحزين ) حيث قولها بنهاية النص ( بالمر قد.. أذقتني )   هو الشعور ب المرارة  والحزن / وهو تعبير مغرق ب ( الكلاسيك المبكى ) رغم تصريحا قبل ذلك وببداية قصيدتها الجميلة / بقولها ( احنو عليك وفى القلب لوعة ) أى ( الحنو والعطف والعطاء // اضافة وتزامنا مع ( لوعة القلب ) ،،،، هو الحب الذى يشغل بال الحبيبة / بما يذكرنى بقول الشاعر السعودى الامير عبد الله الفيصل / وقوله بقصيدته ( من اجل عينيك ) ( يافاتنا لولاه ماهزنى وجد/ ولا طعم الهوى طاب لى / هذا فؤادى فامتك أمره / واظلمه إن أحببت أو فاعدل ) هو الحب سوا كان ظلما للحبيب أو بمثابة عدل /// إلى هذه الدرجة وصل العشق بقلب الحبيبة /// ايضا سبق للشاعره إتيانها ببعض حروفها الرقيقة والتى ( سردت ) من خلالها / حصيلة عضقها من حبها / ومن خلال شاعريتها وبوحها الصادق الجميل بقولها ( حاولت نسيانك ) هى محاولتها نسيان الحبيب / ولكنه لم يتحقق لها هذا النسيان ،،،، لأنه ( قدرها ) حسب قولها ( قال / هذا قدرك فلا تسألى ) ،،، هو الحب الصادق / والذى تمنحه الحبيبة لحبيبها / وهو ايضا ذات الحب الذى جعل شاعرنا المصرى الكبير ( فاروق جويده ) هو العشق السرمدى بكافة صوه الورديه / انظر ايضا لقول شاعرتنا ( منى شحاته )( كيف لى فى وصلك / قل لى ) فالحبيبة لازالت تبحث عن الوسائل التى تمكنها من قلب حبيبها / عاشقة قلبه ،،، هى حروف الحبيبة التى تحاول إطراء الحبيب / ك نوع من ( التدليل ) العذب الرقيق المتشح بحنان الحبيبة / هذا يذكرنى بقول الشاعر المصرى الكبير فاروق جويده ) بقصيجددة له / قوله والذى يطرى حبيبته بقوله لها ( ولو أن ( إبليس ) يومآ راك // لقبّل عينيك ، ثم اهتدى ) ف الحب يصنع المعجزات ، الحب الصادق والذى ألقى بظلاله الرومانسيه الرقيقة على النص / هو الحب بكافة مظاهره الخارجيه والداخليه // وهو مايعيدنى ايضا لشاعرنا / نزار قبانى / حيث لهفته على حبيبته / ومغازلته لها باشعاره قائلا ( يامن صورت لى الدنيا كقصيدة شعر / وزرعت جراحك فى صدر واخذت الصبر )) // فعلا / فالحبيب يصوغ اشعاره الجميله لحبيبته / فهى ملهمته وحبيبته وعاشقته وتوأم روحه .
    ***************************************************************
( الافعال ) 
******** 
شاعرتنا ( منى شحاته ) قامت بتوظيف فعل ( المضارع 8 مرات ) بقولها ( أمحوك ) و ( تكف ) و ( لتكفكف ) و ( تسكن ) و ( أحنو ) و ( تردنى ) و ( ترق ) و ( تسألى ) و هذه المضارعات جعلت ( الاحداث الدراميه ) تدور ب فلك الاستمرارية المتشحة بالواقعيه المعاشه فزادت النص وزانته ( صدقا فنيا ) يحسب لجماليات القصيدة الجميله .
   *************************************************************
( الحروف )
  ******* 
الشاعره قامت بتوظيف ( حرف ال ت ) 11 مره بالنص / بما ساعد على ( ترابط المفردات ) و ( تببرير المعانى ) فأكسبت النص مصداقية وجمالا تعبيريا راقيا . /// ايضا قامت باستخدام ( حرف ال و ) 7 مرات / بغرض ( الوصل بين المفردات ) وايضا ( الإضافات ) وهو يحسب ايجابا لصالح رائعتها الساحره 
   *****************************************************************
.( المحسوسات )
   ******** 
الشاعره قامت ب إيراد عدة محسوسات بنصها الجميل بقولها ( عينى ) و ( دموع ) وو ( يد ) و ( اضلعى ) و ( المر ) و ( القلب ) ،،، هذه المحسوسات اكسبت النص ( رقيا ابداعيا ) وواقعية معاشة .
   ****************************************************************
( الاستعارات المكنية والتصريحيه )
   ***********************
 الشاعره اضافت للنص ابداعا ( لغويا ) راقيا للغايه حيث وظفت الاستعارات بنوعيها / لخدمة ( المعنى العام للاحداث الدراميه ) فأتت لنا بقولها ( رجوت عينى ) و ( تكف دموعها ) و ( تكفكف بيدك ) و ( امحوك من قلبى ) و ( تسكن بين اضلعى ) و ( ب المر قد اذقتنى ) و ( بالصد منك تردنى ) و ( سألت قلبى هذه الأيقونات النحوية واللغوية اكسبت النص رقيا لغويا يضاف لبقية جماليات النص الأدبية والتعبيريه والتصويرية . ا.. 
**********************************************************************
( الاستفهامات )
   ******** 
الشاعرة أتت بعدة استفهامات كقولها ( كيف لى ) و (أترق حقا ) ايضا جاءت ب ( استفهام / باسلوب استنكارى ) بقولها ( الذنب ذنبك لاشك فيه / بالمر قد اذقتنى ) بما منح النص أناقته وشياكته البلاغيه .
*********************************************************************
( المعالجه الدرامية )
*************
من المعروف انه لكل نص ادبى معالجته الدراميه / وهنا شاعرتنا ( منى شحاته ) جاءت بمعالجة بقمة الذكاء والرومانسية باختتامها القصيده بقولها ( حاولت نسيانك وسألت قلبى / أترق حقا لظالم..فقال هذا قدرك فلا.. تسألي )،،،لقد ألقت الشاعره بظلال محنتها على ( أكتاف القدر ) والذى ( غدر ) فما منحها حلمها البسيط / والذى هدمه القدر منذ ( منتصف القصيدة ) بقولها ( لتكفكف بيدك مدامعى ) تعبيرات وعتاب رائع جاء مشوش الانغام / حيث تهذي لوعة وشجنا وحزنا / بدا واضحا بغالبية شطرات القصيده / حقيقة / هى معالجة درامية بقمة الإبهار اللغوى والعذوبة البلاغيه التى أغرقت ب ( الكلاسيك المبكى ) فمنحت القصيده مصداقيتها وواقعيتها بما ينسحب ايجابا لصالح القصيدة الراقية رقى شاعرتنا القديرة .
*******************************

تعليقات