مولود ..
مفقود ..
الحياة عبارة عن شيئان ..
و بعدهما تأتي كل الأشياء ..
هذا مولود جنين ..
مولود يستقبل الحياة وردة بيضاء ..
نابتة يافعة رائعة ..
يانعة ناصعة مبدعة ..
تتنزل الروح فيها من السماء ..
تستقبل قطعة من اللحم البريء ..
س تنمو و تكبر ...
س تتعامل و تشعر ..
س تصول و تجول ..
س ترى و تعول ..
هذه هي البداية ..
رحلة لها مشوار ..
و كتاب س يدون فيه كل صغيرة و كبيرة ..
و ذاك مفقود مسكين ..
ميت يودع الحياة ..
أصبح زرعا جفت منه المياة ..
عاصفتة أعاصير الزمان ف أصبح مهملا ..
بلغ من العمر ما كتبه الله ب عمر مزهلا ..
أصبح مودعا غائبا مغادرا راحلا ..
عاش حياته ..
و تعامل مع أيامها ب كل ألوانها ..
ف تلون ب كل الألوان و تلاعب ب كل أشكالها ..
عاش زمانه ..
نفذ كل ما كان عليه المكتوب ..
حمل ف عاتقه الحسنات و الذنوب ..
رحل ف أصبح من الحياة المشطوب ..
بعد نهايته ..
تصعد الروح ل السماء ..
تسكن مع الساكنين ف العلاء ..
ف مكان عظيم كله النقاء ..
لا يعلمه سوى الخالق رب الأرض و السماء ..
و يصبح الجسد ..
ف باطن الأرض قطعة لحم متهالكة ..
س يدور عليها الزمان ب عوامل متشابكة ..
ل يتآكل اللحم ف أحضان طين متماسكة ..
هذه هي النهاية المحتومة ..
التي لا رجعة فيها المختومة ..
رحلة أنهت مشوارها ..
كان لها ميعاد و بعد ميعادها أغلق عليها بابها ..
هكذا الحياة ..
تظل قائمة بين مولود جنين ..
تظل قاعدة بين مفقود مسكين ..
بداية نهار و نهاية ليل ..
بداية خريف و نهاية ربيع ..
و ما بينهما أحيانا رهيف و أحيانا مخيف..
ايها الإنسان ..
أنت وحدك الذي بين الشيئان ..
اعلم أن الحياة تنتهى بين أيام الزمان ..
باب ل الدخول و آخر ل الخروج من المكان ..
و ما بينهما لحظات و أوقات من الآوان ..
إيها الإنسان الضعيف ..
اذا اغرتك الدنيا ..
لا تغتر بها هي دار الفناء ..
خلقت ل الإنتهاء ..
لا تجعلها حياة الشقاء ..
لا تحولها من الهدؤ ل العناء ..
الباقي لك فقط دار البقاء ..
تدبر و تفكر ..
حتى تحمل عند سفرك ..
زاد الميعاد وف تكون من خير العباد ..
هذيان قلم :
: محفوظ البراموني :
تعليقات
إرسال تعليق