مشهد قتل معاصر
يجرجره و بعنف فظيع/
و أوصله للمكان الخبيئْ
حيث الرفاق بذاك المكان/
حيث الدماء و ريح الخليئْ
حيث الوساخات ملمومة/
دماءٌ و دسمٌ زنخٌ و قيئْ
يقهقه إبليس ضحكاته/
بمظهره المتشفّي قميئْ
يسوق الثناء و يطري المديح/
لذاك العتل الزنيم الجريئ
فأضفى إلى المنتشي نشوة/
زها و أســـرَّ بـــألّا يفيئ
و أمسك حلق الفتى و بعنف/
أهلا و سهلا فتانا المسيئ
و أقعده ضارباً ركبتيه/
و وجه الفتى بالدماء مليئ
وساءله كيف تنسى مصيرك/
أنت بما كنت فيه مسيئ
ألم ترَ كيف مضى سالفوك/
أنالوا سوى ذبحهم أي شيئ
لذلك قَتلُك حتماً لديَّ /
جزاء لظنك فينا الرديئ
يصيح و يصرخ لا جرم لي/
أقسم بالله إني بريئ
ألا أسمع الحق من أيكم/
أحلف بالله إني بريئ
و واصل يصرخ لم يلقَ ردّاً/
سوى جُملةً : يستحقُّ الدنيئ
يعيد الصراخ و لم يستفد/
و صار إلى الهمس همسٍ بطيئ
و أيقن ألّا نجاة لديهم /
و أُغرِقَ في التمتمات البريئ
يقهقه إبليس ضحكاته/
بمظهره المتشفي القميئ
و منكّس الرأس في التمتمات/
يا من يسبّحه كل شيئ
وكأنّ صوتا قريبا بعيداً/
أو كان من حيث أصغوا يجيئ
لست قتيلا لجرم فعلت/
أنت قتيل المزاج الرديئ
لست قتيلاً لذنب ولكن/
قتيلا لإدمانهم يا بريئ
ما أدمن الظلم أي العباد/
و بالغ بالكِبرِ إلا و سِيئ
تبقّى القليل لكي ينتهي/
هذا الظلام يليه مجيئ
مجيئ لنور عميم يشع/
سينهي الظلام السراج المضيئ
و لا زال يغرق في التمتمات/
يناجي و يهمس إني بريئ
إلى كاشف الضرِّ في الضرّ بتّ/
ولا يعجز اللهَ في الكون شيئ
إلـــهي إليك لجوئي فنَجِّ /
يميني يهون بحسِّ البذيئ
ليس يخيب بمولاي ظني/
و ليس يقيني كشكّ المسيئ
يا مـن قـرأت بــــقـرآنـه /
سريع الحساب فلست البطيئ
و واصل واصل ما هو فيه/
يـناجيه نَجِّ فإني بـريئ
تجلّت سحاب بريح تساق/
سريعا إلى حيث كانوا تجيئ
رعود تدوّي ريـــاح تضجُّ/
و غـــيث يُصبّ و برق يضيئ
ما أسفر الليل إلا بكشف/
تهلل بالنور وجه البريئ
و صاح بزهوٍ تعالى القدير/
من ليس يعجزه أي شيئ
و بالسمع أصغى لصوت أنين/
لقد ضرب البرق ذاك الجريئ
و إبليس عند النكوص يقول/
له نل جزاءك إنــــي بريئ
لقد ذهب الليل و الظالمون/
و شعشع نور و فجر مضيئ
ليس يخيب دعاء البريئ/
تخيب ظنون الغويّ الجريئ
هو الله أكــــبر لا الـــظالـمون/
و ليس يفوت على الله شيئ
شعر :عبدالملك طه العديني
تعليقات
إرسال تعليق