ثلاثة قصائد بعنوان [في ذكرى غيابِ الرمز: جورج حبش] -------------------------------------------/// [إبريقُ الزيتْ] --------------------------------------------------/// [عمْركَ طالْ] ----------------------------------------------------- بقلم الشاعر عاطف ابو بكر/ أبو فرح٢٠٢١/١/٣م
[في ذكرى غيابِ الرمز: جورج حبش]
-------------------------------------------
قلبُ طِفْلٍ،حمَلَ العُمْرَ الحكيمْ
كان مثل الثلجِ طُهْراً ونقاءً،حينَ تلْقاهُ يظَلُّ العُمْرَ
في القلبِ كمَعْشوقٍ يُقيمْ
كان كالسَهْمِ إذا غادرَ قوْساً مُستَقيمْ
كطبيبٍ كان يُدعى بالحكيمْ
كان لا يأخذُ قِرْشاً منْ فقيرٍ إنْ تَداوى أو عَدِيمْ
كان منذُ البدْءِ معروفاً كاِنسانٍ حليمْ
كان بالرأيِ جريئاً وحكيمْ
وكفاحاً كانَ يَهديكَ إلى الدربِ السليمْ
ما كانَ للأوهامِ في تاريخهِ أدنى وجودٍ أو حّجومْ
بلْ عندهُ ظلَّتْ فلسطينُ،منَ البحرِ إلى النهرِ حقوقاً
دونَ نقصٍ في ترابٍ أو مياهٍ أو سماءٍ أو تُخومْ
وقضى، لم يُساوِمْ،رغمَ ما مرَّتْ بهِ الثورةُ منْ عذاباتٍ،مآسي
ثمَّ جزْرٍ بعدَ مَدٍّ أو همومْ
وحْدَويَّاً كانَ دوْماً ،يرفضُ الفُرْقةَ،للجرحِ بِحالاتٍ عَرفْناها كَظيمْ
غلَّبَ الجوْهرَ دوْماً،فأسْمَيْناهُ بأحيانٍ ضميراً ثمَّ في الأخرى حكيمْ
رفضَ التأبيدَ في الموْقِعِ ،فلهُ التقديرُ كم كان منَ الناسِ عظيمْ
غِبْتَ في وقْتٍ عصيبٍ،ليْتَكَ الآنَ هنا، كي معاً
نلقى دواءً مُنْقِذاً فالوضعُ قد باتَ أقولُ الحقَّ
ميْؤوساً لـحَدٍّ ما ،وأعلى منْ سقيمْ
لا يموتُ الثائرُ لو غابَ كجسمٍ،إنَّما يَرقى إلى العلياءِ
يا صحبي ويَهْدينا كأضواءِ النجومْ
كم منَ الأحياءِ موَتى،ومنَ الموتى أناسٌ كأحياءٍ حوالَيْنا
يظلُّونَ كأطْيارٍ تَحومْ
أنتَ منهمْ لم تزلْ حيَٰاً ولو قالوا ،قد دفَنَّاهُ بأيْدينا بقَلْبِ الأرضِ
أو خلَفَ الغُيومْ
------------------------------------------------------
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
استشهد الحكيم يوم
٢٠٠٨/١/٢٤م
--------------------------------------------------
[إبريقُ الزيتْ]
--------------------------------------------------
قلتُ أنا لصديقي المبهورْ
بِسقوطِ الذئبِ المسعورْ
صاحِ تمهَّلْ،مثْلُكَ يغمرني فرحٌ وحُبورْ
لن يأتيَ للبيْتِ الأسودِ أسوأَ منْ ذا،كَ المعتوهْ
حتَّى بعدَ عصورٍ وعصورْ
لكنِّي لسْتُ أُبالغُ بالتغيِّيرْ
سيكونُ التغيِّيرُ بملَفَّاتٍ لا تُحْصى يا صاحِ كبيرْ
أمَّا بملفِّ بلادي ،فالتغيِّيرُ سيبقى شكليَّاً وصغيرْ
بالشكليَّاتِ بلى ،لكنْ بالجوْهرِ لا
فحذارِ، فلدى البعضِ فإنَّ الوهمَ
مُضرٌّ جدَّاً وخطيرْ
وأرى منذُ الآنَ بأنَّ الوهمَ ببعضِ
الأذهانِ على قدمَيْنِ يسيرْ
كنَّا يا صاحِ بكوشنيرٍ والآنَ البلوى بِبْلينْكِنْ
فالتصريحاتُ تدلُّ بأنَّ التغيِّيرَ الحاسمَ بإدارتهمْ
ليسَ بِمُحْتملٍ أو ممْكِنْ
قالَ بأنَّ القدسَ ستبقى عاصمةّ للإسرائيّليِّينَ وأنَّ النقْلَ
لسفارتهِ منها، لا يخْطرُ لأحدٍ بإدارتهِ في بالٍ أو ذِهْنْ
في الجوْهرِ نحوَ بلادي،لا فارقَ بينَ مواقفِ إداراتِ الحزبيْنِ بواشنطُنّْ
ويقولُ الواهمُ فينا ، أنَّ اسْتثمارَ الفرصةِ لو لاحَتْ فنّْ
لكنْ أينَ الفرصةَ أينْ؟
فالفرصةُ تلكَ ،ليسَتْ إلَّا تكراراً لخراريفِ أباريقِ الزيْتِ
وكانتْ ترويها للأطفالِ عجائزنا ليناموا،لو ليْلٌ جَنّْ
أيّْ فاوضّْ ثانيةً دونَ حصادٍ رُبْعَ القرْنْ
ويضيفونَ ،دعونا نعطي الفرصةَ للقادمِ بايْدِنْ
وكأَنَّ المذكورَ بتاتاً ليس كسابقهِ متَصهْيِّنْ
سبحانَ الخالقِ،فالأوهامُ كما الداءُ المزمِنْ
وأنا باسْمِ الشرفاءِ جميعاً أعْلِنْ
أنَّ الأوهامَ مقابرَ فيها كلُّ حقوقِ بلادي كاملةً تُدْفَنْ
فاطْحَنْ وهماً لن تجني إلَّا وهماً مهما طالَ الطحْنْ
---------------------------------------------------------------
شعر:عاطفابو بكر/ابو فرح
٢٠٢١/١/٢٤م
-----------------------------------------
[عمْركَ طالْ]
----------------------------------------
ما أقْرفَ ببلادِ العربانِ الأحوالْ
يحكمُ فيها الحاكمُ عشراتِ الأجيالْ
ويقولُ لهُ السَّحيجةُ عمرُكَ طالْ
وكأنَّهمُ يبغونَ لهُ أنْ يحكمنا آجالاً فوقَ الآجالْ
والكلُّ يجرُّ على الناسِ وَبالْ
ثِقْلاً مثل جِبالْ
لا أدري ،مِنْ عزرائيلَ تجاهَ الحكَّامِ لدَيْنا،ما سببُ الإهمالْ؟
آملُ أنْ يتذكَّرهمْ في الحالْ
أمَّا نحنُ فواجبنا أنْ نحرقَ كلَّ كراسي الأخشابِ ،ونصنعَ
للحكَّامِ كراسي منْ تيفالْ
كي لا يلتصقَ الحاكمُ بالكرسي أكثرَ منْ قرْنٍ،فانُظُرْ فلدينا
بعضُ الحكَّامِ تجاوزِ للعقدِ الثامنِ،يستعملُ عكَّازاً،أو أوراقَ
البامْبَرْزِ ،والسَّحيجةُ تُعْلنُ أنَّ الحاكمَ يمشي مثلَ غزالْ
حتَّى مَنْ منهمْ في العقدِ الثالثِ والرابعِ،أكثرُ سوءاً أو إجراماً
كيفَ إذا حكمَ الدبُّ الداشرُ بعضَ عقودٍ ملِكاً،كيفَ ستشهدُ
أرضُ الحرمَيْنِ وما جاورَها مِنَ أهوالْ
وهوَ وليٌّ للعهدِ خاضَ قِتالاً بعدَ قتَّالْ
كم أجرمَ أو بدَّدَ منْ أرواحٍ أو أموالْ
غولٌ يلبسُ سروالاً وَعقالْ
لا يفْقهُ في الدنيا شيئاً،لا يكتبُ إملاءً مثلَ الخلْقِ،ولكنْ يُتْقنُ
ألعابَاً تافهةً بالجوَّالْ
ويبيعُ الأقصى والأمَّةَ والتاريخَ بفلسٍ أو بِرِيالْ
أوَليسَ حراماً أو إجراماً أنْ يحكُمَ مصرَ التاريخَ السيسي بعدَ جمالْ؟
أتفحَّصُ كي أستثني أحداً منْ بينِ الحكَّامِ الأنذالْ
أتطلَّعُ فيهمْ، فأراهمْ ما بينَ حميرٍ وبِغالْ
آهٍ لو تأتي صاعقةٌ كي تكْنسهمْ،لا تستثني ،مَنْ دجَّلَ منهمْ باسمِ
صليبٍ أو باسمِ هلالْ
كم أتمنَّى أنْ يحكمنا يوْماً،رجلٌ تُجْمِعُ أمَّتنا ما بينَ جنوبٍ وشمالْ
أنَّ المعني ليس بدجَّالٍ أو مُحتالْ
لا أدري إنْ كانَ الأمرُ خيالْ
أم أنَّ الأمرَ مُحالْ؟
هل يأتي ثانيةً رجلٌ يحكمنا مثلَ جمال؟
---------------------------------------------
شعر:عاطف ابو بكر/ أبو فرح
تعليقات
إرسال تعليق