الجمال
مِنَ الْأَزَلِ الْوَرَى مَارُوا وَقَالُوا
رُقِيُّ صِفَاتِنَا لَهُوَ الجَّمَالُ
وَلَيْسَ جَمَالَ خِلْقَتِنَا الجَّمَالُ
أَفَكُّوا فِي اجْتِمَاعِهِمَا الجَّمَالُ
وَهَاكَ حَوَادِثَاً فِيهَا مَقَالِي
أَكِيدٌ لا يُصَوِّرُهُ الْخَيَالُ
فَمَا أَنْ يَخْسِفَ الْقَمَرُ الْمُنِيرُ
تَنُوحُ الْخَلْقُ تَأْبَاهُ الْعُقُولُ
يُشَمُّ لِعِطْرِهِ الْوَرْدُ الطَّرِيُّ
وَإِنْ يَذْبَلْ فَمَوْقِعُهُ السِّلالُ
وَكَمْ رَجُلٍ وَسِيمٍ حَالَمَا شَابَ
مَلَّتْهُ الْحَبِيبَةُ وَالْخَلِيلُ
وَمَا خَلَتِ الْمَجَالِسُ سَاعَةً مِنْ
مَذَمَّةِ بَشْعة وَلَهَا خِصَالُ
مَلائِكَةٍ وَفَاضِلَةٌ تُصَلِّي
النَّهَارَ وَكُلُّ لَيْلَتِهَا ابْتِهَالُ
وَكَمْ حَسْنَاءَ فَاتِنَةٍ وَلكِنْ
بِلا خُلُقٍ قَوِيمٍ قَدْ تُجَلُّ
لَدَى نَاسٍ وَيَمْدَحُهَا الشَّبِيهُ
لَهَا خُلُقَاً وَمَنْزِلَةً رِجَالُ
وَعَنْتَرَةَ ابْنُ شَدَّادِ الْغَيُورُ
لِدُهْمَتِهِ لَقَدْ مُنِعَ الْوِصَالُ
وَمَحْرُومَاً بَقَى مِنْ صَبِّهِ رَغْمَ
عِفَّتِهِ وَضَاقَ بِهِ الْمَنَالُ
لِفَرْطِ جَمَالِهِ كَيْدُ النِّسَاءِ
بِيُوسُفَ رَغْمَ عِفَّتِهِ يَطَالُ
جَمِيلٌ أَنْبَلُ الْخَلْقِ الْكِرَامِ
لِتَعْرِيفِ الجَّمَالِ هُوَ الْمِثَالُ
وَإِذْ فِي حُسْنِهِ يَتَبَايَنُ الْخَلْقُ
أَعْلَمُ مَقْصَدِي الْحُسْنُ الأَجَلُّ
وَعَنْ أَوْجِ الجَّمَالِ لَدَى الأَنَامِ
بِلا شَكٍ بَأَبْيَاتِي الْمَقَالُ
وَدُونِ الأَوْجِ مَخْلُوقُ بِثَانٍ
رَضَى إِمَّا لَهُ صِنْوٌ مَثِيلُ
وَقَدْ أَدْنَى وَقَدْ أَعْلَى وَلكِنْ
بِعَيْنِهِ مَنْ يُقَابِلُهُ غَزَالُ
كَمَا نَبْتٌ بِبَاذِنْجَانَهِ سَرّ
رَ يَحْضُنُهُ كَأَنَّهُ جُوسَفِيلُ
وَتِلْكَ مَشِيئَةُ اللهِ رَآى فِي
تَبَايُنِ خَلْقِهِ تَسْمُوا الْخِصَالُ
كَذَاكَ الْخَلْقُ تَحْيَا فِي بَهَاءٍ
بِلا مَلَلٍ إِذَا اخْتَلَفَ الجَّمَالُ
وَتِلْكَ حَقِيقَةُ الْكَوْنِ الْعَظِيمِ
وَما اتَّقَنَ الْإِلهٌ هُوَ الْكَمَالُ
وَلَيْسَ يُعَابُ فِي الْخَلْقِ الدَّمِيمُ
وَلَيْسَ يُغَارُ فِي الْحُسْنِ الجَّمِيلُ
سِوَى مِنْ جَاهِلٍ أَوْ تَافِهٍ قَدْ
تَعَظَّمَ رُوحُهُ الْفَضُّ الجَّهُولُ
يشار علي حقويردي
تعليقات
إرسال تعليق