إني الكفيل
وعَرضَ الخدود تُعيدُ الفصولُ
شِتاءٌ يَطلُّ وصَيفٌ يَزولُ
وتَذبَلُ مَرجٌ وتَزهَرُ أُخرى
وتُحصَدُ حَقلٌ وتُزرَعُ حَقلُ
ويَشفَى عَليلٌ ويَفنى بَليلُ
ويَهلكُ كَهلٌ ويولَد طِفلُ
وتَمضي السُّنونُ فَتَمضي الدُّهورُ
ويَرحَلُ جيلٌ ويَنشَأُ جيلُ
وحَيٌّ مَجيدُ الَّذي كلُّ هذا
بِأَمرِهِ يجري ولَيسَ يَحولُ
وباقٍ سَناهُ وحُبُّهُ يَرعى
الَّذي يَتَوارى ومَن ذا يَطلُّ
حَبيبي الصَّغيرُ وأَنتَ الكَبيرُ
بِكلِّ أَغرٍّ تَمتَّعْ يَقولُ
وغَنِّي ورَنِّمْ لِوَجهِ الحَياةِ
فَوَجهِ الحَياةِ بِهذا يَهلُّ
تَهَندَمْ تَعطَّرْ تَجمَّلْ كَثيراً
أُحبُّ الجَّمالَ فَإِنِّي جَميلُ
وإِنِّي هُنا في الثَّرى سَرمَديٌّ
كما في السَّما أَزَليٌّ جَليلُ
فَفي طاقَةُ الأَنجُمُ الزُّهرِ أَبدوا
ومِنِّي الدَياجي تُنيرُ الهلالُ
سَنا الشَّمس عَيني ووَجهيْ الورودُ
شَذا الجور عبقي وكفي الخَميلُ
بِعينِ الفَقيرِ تَراني وإِنْ مِنْ
حَناكَ يَسرُّ عَجوزٌ وطِفلُ
وتَفهَمَ سِرِّي لِكي يا حَبيبي
تَعالَ إِلى حَيث تَسعى النِّمالُ
وتَجمَعُ مِنْ فُوَّهاتِ الزُّهورِ
الرَّحيقَ وتَستَحدثُ الشَّهدَ نَحلُ
بِعمقِ البِحارِ القروشَ أُغذِّي
وأَروي وعولاً جَفاها الجِّبالُ
وخَلقَ الصَّحارى أَصونُ وسَيَّانُ
فيها لَديَّ الظِبا والطُّمولُ
فَآمِنْ بِأَنِّي الإِلهُ الوَحيدُ
وأَنِّي القَديرُ وأَنِّي الجليل
وأَنِّي الرَّحيمُ وأَنِّي السَّلامُ
رِضائِي وحُبِّي بِهذا تَنالُ
بِكلِّ زَمانٍ وكلِّ مَكانٍ
فُؤادكَ لَيلاً نَهاراً أَحلُّ
أَنا فِي العلُّوِ قَريبٌ ودَانٍ
ومِهما دَنوتُ مَقامي سَتَعلو
ولا تَرتَعبْ إِنْ أَتاكَ حِمامي
فَروحكَ عندي وأَنِّي الكَفيلُ
يشار علي حقويردي
تعليقات
إرسال تعليق