في هذا الوطن يتسلق الصغار أمعاء الكبار
رغم القروح رغم الجروح رغم الوهن
ويستلقون لحظات كي يرمموا صمتهم
ويشحنوا أحاديثهم بطعم الفستق الحلبي
يتوسدون زغبات معوية مدللة المحيا
ويتبادلون بينهم أسماءالسجائر الكوبية
ويقرؤون عن الأخطبوط الذي ترك الوطنية وأمتص الوطن
في هذا الوطن يتجرع الكبار كؤوس الليمون
ويشرب الصغار عصير لعابهم القاعدي
ويعيدون حلقات إلتقام الحوت لهم
يعيدون ترتيب ستائر الظلمات الثلاث
وينظفون الغبار عن حكاية بطلها الطوام المتعددة الوجوه
وكيف نزل الحلم الجميل إلى جمار التنور من جنان عدن
في هذا الوطن يلتحف الصغار همومهم عند الشتاء
ويترشفون نبيذ خيبتهم عند المساء
يخفون رسوماتهم الجريئة على القطط الشريره
فكل شيئ هنا قد إشترى آذانا وعيونا وبصرا وبصيره
ولايجب عليك أن تتمنى
فقانون النظام الجديد ألغى جميع آيات السعي والسنن
في هذا الوطن تتزين الجماجم في أحلام البؤساء
وترقص رقصة الموت اللذيذ على شفاه الأشقياء
وتصطف زوارق الموت لتنتهي بمن فيها إلى موت على الطريقة الرومية الشقراء
ويدون النزوح نفسه في قائمة الغياب
وتنتحر الأطياف الجميلة على مداخن القلاع المغرورة في المدن
في هذا الوطن ترتدي الأحمرة ربطة عنقها
وتحمل ربطة كلإها في سيارة دفعها الرباعي
وتحاول تعديل حبالها الصوتية باحتساء الليمون والعسل
كي تسقط جميع الأتانات المتحررة في حبائلها
ويدون العشق الممنوع في مذكرة الإصطبلات في العلن
في هذا الوطن من يرتعد من البرد في الصيف ويقول لك غطيني
ومن تقتله حرارة الزمهرير في الشتاء ياليلي ياعيني
ومن لم يجد نكاحا ورغيفا ووسادة خالية
وراحلة كي يقتل حلف المكان مع الزمن
في هذا الوطن تقطع أفواه المدافع رحلة الشتاء والصيف
وتكتب القبعات ماشائت في عمود الصحيفة للضيف
وينفى الذين لم يبلغوا الحلم بعد إلى مغارة دون أمهم مريم
ويشرد البكاء على أرصفة الطرقات وتتهم الدمعة الهتون بالفتن
نتعرى كل يوم في سهادنا تحت إقامة جبرية لا قرار لها
ندفع الضريبة على نبض ينتمي إلى شرايين لا دماء بها
نجوع في اليوم مئة مرة
ونضم الأحجار على بطوننا ونتجاهل أننا بشر لا جماد
نتجاهل بأننا قطيع لارعية
والجزار ينتظر النعاج التي ستسمن عن قريب
فعيد الفصح والتلمود والتطبيع على الأبواب
والويل لمن زاد شحمه على لحمه أو سمن
خالد فريطاس
تعليقات
إرسال تعليق