حكاية حبنا
ولدتْ حكايةُ حبنا وترعرعتْ // ونمتْ كعشبِ الأرضِ حتى أقلعتْ
وتوسدت أحلامَنا وشعارَنا // وتشجعتْ وتقدمتْ فتدفَّقتْ
حملت تراب الحقِّ إكسيرًا لها // ودماءَ أجدادي وعينًا أغمضتْ
ولقد نهلتُ من المواجعِ كلها .. منذ الولادةِ والشجونُ تراكمتْ
في غُربتي بين القبورِ كلاجئٍ .. يبكي الديارَ ويحتسي مُرَّ العنتْ
وربوتُ ألعقُ آهتي متظاهرًا // أني الشديدُ وأرتقي لا ألتفِتْ
قد أرضعوني من حليبِ سلامهمْ // كي يخرسوا صوتي وكفي قد روتْ
وطهارةُ الأطفالِ تجري في دمي // وتشبُّ بركانًا ومن صبري نمتْ
وندحرجتْ كرتي فصارتْ ثورةً // تأبى الركوعَ وللرجوعِ فقد سعتْ
وتكالبت رسلُ الهوان لتسقني // من كأسها فسمت نفوسٌ أينعتْ
وتعففتْ مثلَ التلالِ وكالذرا // مثل البحارِ شذى الحقولِ وأشرقتْ
نحو المعالي كي يغورَ كيانهمْ // وتقومَ أركان الحياةِ كما ابتدتْ
وإنِ اكتوى لحمي بفيضِ سرابهمْ // وتعامت الأنظارُ عن كفٍّ جنتْ
وتساقطَ الأحرارُ في زيفِ الرؤى // وتمرغوا رغم الوقيعةِ فانثنتْ
وترنحت ,وتقبلت أهواءهم // من فيضِ يأسٍ قاتلٍ قد أُشربتْ
إلا الرجال فما طغتْ أوهامهمْ // فترى العيونَ بعزةِ الحقِّ بدتْ
ومضى قطار العمر يا ولدي فما // خارت قواي ولا الرؤى قد أُذبلت
شيخوختي جرسٌ يدقُّ بقوةٍ // يروي الضمير إذا سُراتي قد غوتْ
فبقيتُ أرقب ساهرًا متأملًا // وهجَ الرماةِ كمشرقٍ إن أغربتْ
شحدة خليل العالول
تعليقات
إرسال تعليق