حكاية حبنا/شحدة خليل الغالول/مبارك التوثيق

 حكاية حبنا

ولدتْ حكايةُ حبنا وترعرعتْ // ونمتْ كعشبِ الأرضِ حتى أقلعتْ

وتوسدت أحلامَنا وشعارَنا // وتشجعتْ وتقدمتْ فتدفَّقتْ

حملت تراب الحقِّ إكسيرًا لها // ودماءَ أجدادي وعينًا أغمضتْ

ولقد نهلتُ من المواجعِ كلها .. منذ الولادةِ والشجونُ تراكمتْ

في غُربتي بين القبورِ كلاجئٍ .. يبكي الديارَ ويحتسي مُرَّ العنتْ

وربوتُ ألعقُ آهتي متظاهرًا // أني الشديدُ وأرتقي لا ألتفِتْ

قد أرضعوني من حليبِ سلامهمْ // كي يخرسوا صوتي وكفي قد روتْ

وطهارةُ الأطفالِ تجري في دمي // وتشبُّ بركانًا ومن صبري نمتْ

وندحرجتْ كرتي فصارتْ ثورةً // تأبى الركوعَ وللرجوعِ فقد سعتْ

وتكالبت رسلُ الهوان لتسقني // من كأسها فسمت نفوسٌ أينعتْ

وتعففتْ مثلَ التلالِ وكالذرا // مثل البحارِ شذى الحقولِ وأشرقتْ

نحو المعالي كي يغورَ كيانهمْ // وتقومَ أركان الحياةِ كما ابتدتْ

وإنِ اكتوى لحمي بفيضِ سرابهمْ // وتعامت الأنظارُ عن كفٍّ جنتْ

وتساقطَ الأحرارُ في زيفِ الرؤى // وتمرغوا رغم الوقيعةِ فانثنتْ

وترنحت ,وتقبلت أهواءهم // من فيضِ يأسٍ قاتلٍ قد أُشربتْ

إلا الرجال فما طغتْ أوهامهمْ // فترى العيونَ بعزةِ الحقِّ بدتْ

ومضى قطار العمر يا ولدي فما // خارت قواي ولا الرؤى قد أُذبلت

شيخوختي جرسٌ يدقُّ بقوةٍ // يروي الضمير إذا سُراتي قد غوتْ

فبقيتُ أرقب ساهرًا متأملًا // وهجَ الرماةِ كمشرقٍ إن أغربتْ

شحدة خليل العالول

تعليقات