نص بعنوان حروف ترتجف..عام قادم جديد.. للكاتب / محفوظ البراموني

حروف  ترتجف  ..

عام قادم جديد  ..

الحقيقة أن ..
عمر الإنسان   لا يقاس  ..
 ب سنوات عمر حياته  ..

العمر الحقيقي  يقاس  ..
ب الأحلام  و الآمال     ..
ما تحقق منهما ..
هذا عمر الإنسان  من الأيام  و الأحوال ..

باقي أيام معدودات ..
 و تنتهي سنة من سنين رحلة الإنسان   ..
و تسقط ورقة أخرى من شجرة الزمان  ..
 عداد سنوات الحياة     ..
 لا يقف  و لا ينظر  ل أحد ..
سوى  ل الله فقط ..
 حتى يأمر ب الوقوف..
من  رب الخلق و الكون الرؤوف  ..
و ينتهى العد و الرحيل من أرض الخوف ..

أسمع صوت جريان العداد ..
صوته مزعج  ..
 يرعب  و  يرهب  ..
 يهز  و  يرتعش    ..

هذه السنة الحالية طلبت  منها أن لا تؤلم   ..
و لكن لا حياة ب دون ألم  و أمل ..

كانت  فيها أحلام  يقظة الحالمين ..
و لكن البشر صمموا أن يكونوا  من المتألمين  ..
و أصبح هذا حال البنى آدمين   ..

لا يزال الحلم  باقي  ع الدنيا   ..
طالما النبض نابض ع الأرض   ..

بعد ايام س تدخل هذه السنة ف الفعل الماضي ..
و تصبح ذكرى  صامتة  لا  تنادي    ..

س تكون مثل أعوام تسربت من بين أيدينا  ..
دون أن ندري  و جرت  مع  أعاصير   ليالينا  .. 

حملت ع أكتافنا  الهموم  المسكوتة  ..
 ب أحزانها   و ضحكاتها  المكبوتة   ..

و شابت أجسادنا قبل المشيب   ..
و كبرنا  دون أن ندرى   ..

بدأ  الشيب  يصبغ خصلات ضفائر شعر الحياة..
و كأن الخريف حضر  ل يفتح أبوابه ع الأرض ..
و يستقبل البشر ب الأحضان ..
و يعلن بداية زوال  بهجة  الربيع  ..
و يقول لنا سلاما  و وداعا ايها البديع ..

أيتها السنة الجديدة  ..

لا أريد   المستحيل ..
أريد أن تحملي عنا الحمل الثقيل  ..
أريد أن تمحي العليل ب الجميل   ..

لا أريد الصعب ..
أريد  تحقيق أحلام البشر  العادية   ..
أريد أن  تنيري  الظلام  من الأيام الكابوسية ..

 الحلم أصبح  ل البشر المكبوتين  كابوس ..
الحس أصبح  ل البني آدمين   ميؤس  ..

أعلم أن الحياة  بريئة من شدة  القسوة   ..
البشر أصبحوا  أقسى من معاني القسوة    ..
ف ظلموا الزمن و حياتهم و كبرت الفجوة   ..

 الأمان  ع الخريطة العربية ف غيبوبة  ..
و الإنسان  أحلامه  كلها مشطوبة  ..

اصبح معظم  البشر   ف هذا الكون  ..
يعيشوا غربة الأرض و الحزن المسكون    ..

المشاعر  و الأحاسيس   أين    ؟؟
الأوطان  و  الحنين        متى   ؟؟
الوجدان  و  الجوارح     كيف   ؟؟
إختفاء كل  هذه  و ذاك  و تلك   لماذا    ؟؟

 عاما مولودا ب أيامه النقية  ..
 ك  طفل رائع   طالع البهية  ..

نتشوق إليه أن يفرحنا ب الفرحة و النقاء  ..
نرجوا من رب الأرض و السماء ..
أن تعم ع البشرية و كل الأرجاء   ..

 المودة  و المحبة ب  كل أشكالها ..  
 الوفاء   و الوئام  ب كل  ألوانها   ..  

البشر تحقق ع الأرض الرخاء و جمال الأحلام ..
ينتشر السلام بعد إشلاء و أطلال حروب الظلام  ..

أيها العام  القادم  ..
أرجوا منك  أن تزرع ف أحشائنا ..
الضحكات الرائعات  من الأفواه  النابضات ..
نشم من أنفاسنا  النسمات الطيبات   ..

بين الشعوب  المكلومة   ..
بين القلوب  المحزونة    ..
بين النفوس  المذلولة     ..

أرجوا منك أن تكون ممطرا  ع الأراضي المالحة   ..
اليابسة العابسة اليائسة المتشققة الكالحة  ..

تطرح لنا  زرعا  محصوده الخير و الأمان ..
حتى تتطهر الأراضي و تكون البستان  ..
حتى يختفي الظلام و رائحة الدخان    ..
و يعيش الإنسان كما خلقه الله إنسان   ..

إزرع لنا الرضا و الحب ف قلوبنا  ..
إزرع لنا الشبع  ل يملىء  بطوننا  ..

إزرع لنا العدل ع جبين المظلومين ..
إزرع لنا الطمأنينة  ع أجساد المستضعفين  ..

إشفي لنا الجروح و القروح ع هذا الكون ..
أنشر الحب و البهجة  و كل الفنون ..
إرسم لنا  الأجمل  ب أروع اللون ..

لقد عانت الأرض ..
 كل سنواتها الماضية ب كل الكثير و الوفير  ..
من  الخوف و الرهبة العاتية ب كل الخطير و المثير  ..

التصارع و القتل  و الفتك  ..
التشرد و التمرد و الهتك    ..
بين الإنسان  و الإنسان  ..
بين  الأبدان  و الأبدان   ..
من مكان ل مكان  ..
دمار  النفس و خراب الحس  ف هذا الزمان ..

الدم الأحمر و الحداد الأسود بين البني آدمين  ..
أصبحا لونان  يصبغان أراضي المشردين  ..

س يحضر لنا العام الجديد  ..
و  هذا  يقينا   ب التأكيد      ..
رحمتا بنا و إدعو  ربنا  المجيد ..
 لقد هلكت أكتافنا ب نار  الحديد ..
ب الآهات و لوعات  العذاب الشديد  ..
إسمعينا  يا دنيا أصوات الضحكات  نرجوا المزيد ..

كلماتي ب الفعل هي العطشانة   ..
ل السلسبيل الجميل   ..
و الحنين ل عصر شمس الأصيل  ..

لم أجد سوى  أن أكتب ل العام القادم  ..
( قل ما يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )

اللهم أكفينا   ..
                شر المستخبي    ..
اللهم أرزقنا     ..
                خير المستخبي   ..

هذيان قلم : 
: محفوظ البراموني :

تعليقات