نص نثري " نتقاسم الجمال " بقلم الشاعر عز الدين الهمامي

 نَتَقَاسَمُ الجَمَال

***

شَبِيهَانِ نَحنُ نَتَقَاسَمُ الجَمَالَ فِينَا وَمِن حَولِنَا...

عِندَمَا نَشعُرُ بِالحَاجَة إِلى الإنفِرَاد فَهَذا دَلِيلٌ أنّنَا سَنَفتَحُ نَفَقَ الحٍكَايَاتِ المُتَواجِدة بِأعْمَاقِنَا وَنُطلِقُ العِنَانَ لِلبَلاغَة التِي نَمْتَلِكُ خُيُوطَهَا وَلا يُمكِنُ لِسِوَانَا التعَمّقَ فِي دَاخِلِ ذَوَاتِنَا وَالتِي تُشبِه إلى حَد بَعِيد ذَلِكَ البَحر وزُرْقَة مِيَاهِهِ  وسِحرُ أمْوَاجِهِ فالبَحرُ عَالمٌ مِن السِحرِ ومَسَاحَة شَاسِعَة مِن الجَمَال الذِي يُشبِهُنَا فِي صَمتِهِ وعِندَ صَفَائِهِ ويُسعِدُنَا حِين يَضُمنَا إليهِ فِي حَنَانٍ أرْوَعُ مِن القُبْلةِ حِين احْتِدَامِ الشوقِ،  فَهُو الذِي يَسْمَعُنَا عِندَمَا نُنَاجِيهِ وَلَا يَتَكَلّمْ، وَتَتَلاطمُ أمْوَاجُه عَلى الصَخرِ فَيَصْرُخُ وَلا يَتَألم وَ تَسْتَقِرُّ فِي أعْمَاقِهِ دُرَرٌ لا تُحْصَى مِنهَا ألؤلؤ والمَرْجَان، العِشقُ و الحَنَان..

شَبِيهَانِ نَحنُ نَتَقَاسَمُ الجَمَالَ فِينَا وَمِن حَولِنَا...

و أنتَ يَا مَن تَقِفُ أمَامَ ذَلِكَ البَحرُ وَالأمسُ قَد أحْزَنَكَ وَذَبُلتْ الوُرُود اليَانِعَة فِي أعْمَاقِكَ، تَحتَاجُ ابتِسَامَةَ القَدرِ وَذلِك البَحرُ وَأجْوَائهِ اللطِيفَة وَالألطفُ مِنهَا عِندَمَا تَسْتَمتِع بِصَوتِ الأمْوَاج فَتُشعِرُكَ بِصَفَاءٍ وحِينَ تَنظُرُ حَولكَ وَتَرَى المَنظَرَ البَدِيع لذلكَ البَحرُ والشّمْسُ وَ بَينهُمَا هَمَسَاتُ تَحمِلُكَ إلى عَالَمِ الخَيَال، فَكَأنّكَ تُولَدُ مِن جَدِيدٍ وبِالقَلبِ إحْسَاسٌ جَمِيلٌ مِلؤُهُ المَحَبّة، تَأكّدْ لنْ تَسْتَطِيعَ أنْ تَصِفَ رَوعَةَ الجُلوسِ عَلى الشّاطِئِ و خَاصَةً عِندَ شُرُوقِ الشّمسِ والغُرُوب، و ذَلِكَ المَنظَرُ الذِي لطَالمَا مَلأَ القُلُوبَ مَشَاعِرَ وَ أحَاسِيس فَتَهمِسُ العُيونُ بِمَا فِي الخَوَاطِرِ مِن جُنُونٍ و تَتَأمّلُ القُلُوبُ فِي عَظَمَةِ الخَالِقِ سُبْحَانَهَ فِي كُل شَيءٍ أنْعَمَ بِه عَليْنَا لوَجَدنَا كُلّ الجَمَال...

***

عزالدين الهمامي

بوكريم – تونس

26/11/2020


تعليقات