نص نثري الحياة كالوردة .. بقلم الأستاذة كوثر رمضان

 الحياة كالوردة .. فلا تقتلها..

ليس سهلا على إنسان عادي يحترم مبادئ الإنسانية، أن يقدم على إتخاذ قراره بهدم الإنسانية.. وليس سهلا على رجل يقر بمعاني الرجولة أن يتخذ من تجارته المشبوهة مصدر رزق له.. وليس سهلا على تاجر أن ينتقي من بين التجارات ما يحمل مواد الشرور إلى الإنسان، إذا كان تاجرا حقا..

لم يكن العيب يوما في فقر يطال شريحة إجتماعية كاملة أو فردا من أفرادها، ليصير الفقر مصدر قلق وليصير التخلص منه بغنى ليس له مشروعيته. فأقله أن يحمل الفقر حالة سعادة واطمئنان وراحة ضمير لا يحملها غني مزور أو سارق، بل يحمل القلق الدائم على المصير. وترافقه حياة المافيات ومخاطرها. فضلا عن انه لا راحة ضمير له.

كما لم يكن العيب في أزمة فكرية يصاب الإنسان بها، بل العيب ان لا يفكر في التخلص منها وإيجاد الحلول التي تناسب أزمته الفكرية. ان الإنسان طالما يتحرك مع فكره وطالما أن فكره يتحرك فلا بد من ان يصل على نتيجة يلتقي بها ضالته الفكرية. وعلى أية حال .. فإن الأزمات كثيرة والذي يفتش عن المسوغات يلقاها، والذي يفتش عن الحقيقة يلقاها أيضا. المهم ان يتخذ الإنسان قرارا صائبا لا يندم على اتخاذه.

ان الحياة في سرها كالوردة ورائحتها فقد تجرح يديك قبل ان تشلع أوراقها لتكتشف سرها، فتكون بذلك كمن يقتل الوردة ويمشي في جنازة العطر..

أليس من الأفضل الا تقتل والا تمشي في الجنازة؟؟

أليس من الأفضل ان تحافظ على الوردة وعلى رائحتها وعلى التربة التي حولها والشمس التي تمدها بشعاعها لتحافظ بذلك على كل الحياة؟..

اختر ما شئت من العادات وما أكثر العادات الصحيحة إلا عادة تعاطي المخدرات..

واختر ما شئت من التجارات وما أوسع بابها المشروع إلا باب الإتجار بالمخدرات.

ألا يعني لك شيئا أن ترى عيونا تصفر وتذبل ؟؟

ألا يتحرك في داخلك شيء عندما ترى العروق ولا مكان فيها لوخز الأبر؟

ألا يرف لك جفن عندما تسقط أمامك أجساد خاوية؟؟

ألا يستفيق الإنسان بداخلك عندما يموت أمامك إنسان؟؟

فالمخدرات جريمة أولى تفتح الباب أمام باقي الجرائم.. والخيارات السليمة كثيرة إلا خيار المخدرات..

                                                              كوثر رمضان

تعليقات