.... الأطـلالْ ....
ما كُنْتُ مِمَّنْ يَقولُ الشِّعرَ بالدِّمَنِ
لـكِنَّ مَنـزِلَـهُـمْ كَـمْ ذاكـِرٍ فَـطِـنِ !
لَـمّـا مَـررْنا و لـمْ يأبـَهْ بِـهِ أحَـدٌ
وعادَتْ الرُّوحُ خَلْفَ السَّابِقِ الزَّمنِ
وقَفْتُ وارتاحَ رَكبٌ كُنْتُ آخِرَهُمْ
على قَديـمِ هـوىً بِـالسِّرِّ و الـعَلَـنِ
وقـد تَعَـجَّـبْـتُ مِمّا قـالَـهُ حَسَـنٌ
و مَـرَّ مِـثْلِـيْ بِشُـبّاكٍ لَـهُـنَّ هَـنِـيْ
يا لَـلْنواسِـيَّ لم يَسْـمـعْ بَـلابِـلَـهُمْ
على حَـنِـيْنِ الصَّدى بالأخْضرِ اللَّـدِنِ
ولم يَشُـمَّ الطِّـلا بـاحَتْ بِأنْـفِـحَـةٍ
مِنْ راحِ خابِـيَـةٍ مِنْ عَـصْـرِ ذيْ يَزَنِ
يا سَـيِّدَ الرَّكْـبِ تِلْميذٌ لَكمْ سَكِرتْ
عَـيْناهُ شَـوقاً لِـما في البِئْرِ مِنْ حَسَنِ
ولو رأيَتُمْ حِبالَ الـدَّلْوِ ما حَفَرتْ
كَـما بِـقلبيْ إلى أنْ أحـرَقَـتْ سُـفُنيْ
كُـنْتُمْ وُقُـوفـاً وفي سَيَّـارةٍ عَبَرتْ
أرسَـلْتُمُ الـرُّوحَ لـو طَـيْفاً إلى وَطَنِـيْ
حَـيْـثُ الدِّيارُ الَّتيْ حَـلَّتْ بأجمَلِهمْ
و لَيـسَ أجمَـلَ مِنْ وَسْـنى بِـلا وَسَـنِ
مُـذْ كُنْتُ طِفْـلاً إذا مَـرُّوا بِحارَتِنـا
قَلْبـيْ يُكـاشـِفُـهمْ بِـالصّـامِـتِ اللَّسـِنِ
واسـتَبـيـحُ ولا نـاطـورَ يَـحـرُسُـها
حَـديـقَـةَ الصَّـدرِ مِنْ قـاسٍ إلى مَـرِنِ
وأفْـتَـحُ البَـابَ عَنْ كَـرمٍ بِقـريَتِـنا
إلى حَـبـيـبِ الأُولَى في نـاهِـدِ المُـدِنِ
فَيَـستَفـيقُ الَّذيْ بـالصُّبْـحِ طَلْعـتُهُ
طَـروبَـةُ الـوردِ تَـسْـتَحيِـيْ مِنَ الـمُـزُنِ
ولا يَـفيـقُ الَّذيْ بالخَمـرِ ذو شَجَـنٍ
و بِـالـدُّعـابـاتِ مِنْ خَـدَّيَّ ذو شَـجَـنِ
فَغَـلَّ أنْـفِـيْ و مـاءُ الـوردِ بَـيْنَـهُمـا
يَـسيـرُ بـالـرُّوحِ حـتَّى بَـحـرَةِ اللَّـبَـنِ
وما شَـرِبْـتُ سِوى كَـأسَينِ مِنْ حَلَبٍ
و مـا قَـطَفْـتُ سِـوى رُمَّـانَـةِ اليَـمَـنِ
ومـا رَجَـعـتُ سِوى بالشَّـامِ سابِحَةٌ
على فُـؤاديْ وخَمْـرُ التُّـوتِ في بَـدَنِـيْ
ولَنْ أعـودَ فَمَـنْ لامَـسْتُ يَـحمِلُـنيْ
إلى السَّـمـاواتِ مِنْ عَـدْنٍ إلى عَـدَنِ
الشّاعِر حسن علي المرعي٢٠١٨/٨/٩م
ـــ الدِّمَنُ : جَمْعُ دِمنةٍ وهي ماكانَ مِنْ آثارِ الدِّيارِ حولَها .. وقد ذكرَها الشعراءُ عندَ وقوفِهم على الأطلالِ
ـــ النواسيُّ : هو شاعرُ الخمريّاتِ الحسنُ بنُ هانئ .. وفي شِعرهِ مُجونٌ في الظـاهرِ وتأويلٌ في الباطِنِ .. وقد سَخِرَ مِمّنْ يقفُ على الأطلالِ
ـــ ذو يزن: أشهرُ أذواءِ اليمنِ.. كانَ مِنَ الموحِّدينَ الذينَ لم يعبدوا الأصنامَ.. وله مع أحدِ أجدادِ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قِصَّةٌ ذكرَها التّاريخُ
ـــ اللَّسِـنُ : الخَطيبُ البليغُ والمُتَحَدِّثُ اللَّبِقُ
تعليقات
إرسال تعليق