قصة قصيرة قاتل .. بقلم الأستاذ شحدة خليل العالول

 قاتل

كان شابًا رائعًا ,مظهرًا ,ومخبرًا ,تفوحُ منه رائحة الحيوية والنشاط ,منطلفًا في تفكيره ,بعقلٍ لا يجد حدًا ,وكان محبًا لوالده ,بارًا به ويطيل في مجالسته ,ولا ينظر لساعته ,يحصد من خبراته الناضجة ,ويستثمر عبق فكره في يومياته ولمستقبله .

كان يخشى على والده حتى من موجة برد عابرة ,فجاءت موجة كورونا ,فطلب إليه عدم الخروج من المنزل ,جفاظًا عليه من الإصابه ,ويمنع زيارته من أحد من الناس ولو كانوا من الأقارب لكبر سنه .

وعندما طالت المدة ,دخلت إلى عقله فكرة يرددها بعض الناس: أن الكورونا وهم لا أصل له وهي فكرة رأسمالية أشاعها تجار الأدوية في العالم لقصد الربح الفاحش ,فخاول والده اقناعه بترك هذه الفكرة الهدامة فلم يستطع ,وفال: أنه كان يجلس مع صديق فالوا أنه مصاب ,فلم أصب بشيء ,قال له والده: وهل أخذوا منك عينه؟ قال: لا ,فقد قلت لأهله ألا يذكروا اسمي في الاستقصاء ,قال والده: ومنذ متى حدث هذا؟ ,قال: منذ أكثر من عشرة أيام ,قال والده: نرجو الله العفو والعافية ,أنصحك يا بني أن تبلغ الجهات ,وأن تؤخذ منك عينة ,قال: يا أبي لو أن بي مرضًا لظهرت أعراضه في هذه الفترة ,بل إن صاحبي لم تظهر عليه أي أعراض حتى الآن ,إنها كذبة كبيرة .

بعد أيام ؛أصيب والده بنزلة برد بسيطة ,إلا أنه لم يشف سريعًا كعادته ,فذهب به إلى طبيب متخصص ,فبعد الفحص السريري طلب منه صورة أشعة ,فتبين أنه مصاب بالتهابات شديدة ,أعطاه الطبيب العلاج المناسب ,فعاد بوالده إلى البيت بعد أن اطمأن عليه ,إلا أنه لم تتحسن حالته بعد ثلاثة أيام من المعالجة ,فقرر الذهاب به إلى المستشفى ,وهناك صُعق الولد عندما علم أن والده أصيب بالكورونا ,وقام الأطباء بأخذ مسحات لكامل الأسرة فكانت إيجابية ,فنقل الجميع إلى المستشفى ,وازدادت حالة والده تدهورًا حتى مات ,ولم يحضر الولد جنازة أبيه .

شحدة خليل العالول

تعليقات