أنت الرسول
العمرُ آمالٌ تطولُ .... تجري وتفترسُ الطُّلولُ
فتكون حُبلى في شرودٍ ... بِبَلائها تسقي تعولُ
ودواؤها هديٌ فريدٌ .. يشفي القلوبَ وكمْ تنولُ
وقواعدٌ تبني كياناً ... تروي وتحمي أو تحولُ
فجهالةِ الأنحاءِ باتتْ ... مأزومةً ناراً تصولُ
وجحافلُ الإغواءِ أضحتْ .. مثل أمواجٍ تهولُ
كوت الزمانَ بما أحاطتْ .. وذُرا المظالمُ كم تطولُ
فشعارها حُرِّيَّةٌ ................ وتقدُّمٌ وشمولُ
والعلمُ أغوى شبلنا . فبدا الإلهَ وهوى العُدولُ
فحضارةٌ وعلى فجورها .. مبنيةٌ حتماً تزولُ
حتى وإنْ أبدتْ شموخاً ... في العيونِ يجولُ
وتدحرجتْ كرةً عظيمةً . من ثلجها تسبي تخولُ
لا يُحمدُ المحتالُ حتماً .. وإنِ اجتنى مجداً يقولُ
وتمايلتْ في كلِّ فخرٍ .... وتراقصتْ قممٌ طُبولُ
تركتْ مآثرَ مَنْ أبانوا .. وتصاعدت نُذرٌ وغولُ
حتى تمادوا في غلوٍّ .... وتطاولَ الحَنِقُ الأكولُ
طَعنَ الرسولَ ولن يبالي .. قد غرَّهُم فينا الأفولُ
فبضعفنا صرنا المطايا . للحاقدينَ سرى الذبولُ
نحني الجباهَ لهم وظهراً .. والرأسُ يجري والعَجولْ
وترى الزمانَ لنا مُغيثٍ .. يبري الجراحَ ولا يحولُ
قد أطلقَ الأعراب من بعدِ ..جهالةٍ سمتِ العقولُ
هزموا الملوكَ وخاف منهمْ .. كلّ الطغاةِ خبا الغلولُ
صاروا دعاةً مثلَ نجمٍ ..... وانْهارَ وهمٌ أو ذيولُ
في قلعةِ الإسلامِ نزهو .. والنصرُ يربو والخيولُ
والحقُّ يصحو والخبايا .. والعدلُ يحنو والفُضولْ
فالسلمُ خيرٌ مثل فتحٍ ...... والخير يدنو والهطولُ
والدينُ حقٌّ مثل بدرٍ ...... نصُّ الكتابِ فلا أُفولُ
بل يملأ الدنيا كشمسٍ . تحيا البحارُ بها والسهولُ
وإمامنا خير البرايا ........هو أحمدٌ سلمٌ صؤولُ
أخلاقهُ الشهد المُصفَّى ... فالبذلُ طبعٌ والوصولُ
الليلُ يشهدُ في قيامٍ ..... قد ينقضي أنت الرسولُ
وتَشقُّقُ القدمين يحكي . عن صادقٍ يسمو يخولُ
والمعجزاتُ وباهرات .. ها قد أناخت والعذولُ
وتسابقَ الأعداءُ ترجوهُ ..... شفاعةً عفواً تنولُ
من يعرف الهادي فحتماً ... يُلقي السلامَ وكم ينولُ
شحدة خليل العالول
تعليقات
إرسال تعليق