قصيدة تخاريف عاجز .. بقلم الشاعر محمد العبودي

 مشهد من مشاهد

تخاريف عاجز..


ها قد أتى المساء

ليحمل أسفارَ الشقاء

ويرسم على الغيوم

لوحة العناء

ها قد عمَّ السكون

ودبَّ في الليلِ الشجن

وازدادَ في صدري حزن

البعض منّا متعب ومثقل بالهموم

والبعض يحاربُ الفتن

صراعات وخناقات ومحن

أيُّ زمنٍ هذا وأيُّ داء

اصبنا به دون دواء

حروبٌ وقتال 

دمارٌ ودماء

هنا شهيدٌ

هنا جسدٌ مقطّع الاوصال

هناك ضحايا

هنالك أشلاء

تعال أيُّهَا المؤرخُ

لتكتب بإنتقاء

تأريخًا يملؤهُ السواد

دَوّنْ ما تشاء

ولتكتب كيف مُثْلَّتِ الأدوار

ادوار مسرحيةٍ مشاهدها الدماء

مخرجٌ متقن العمل

ومنتجٌ يصنع الألم

وممثلٌ جائعٌ يؤدي ليقتات الغذاء

فتافيت الحياة 

حولتنا أشقياء

وساد بيننا الحقد والغباء

وانتَ أيُّها المشاهد

كفاكَ ضحكًا على الجراح الداميات

كفاكَ سخريةً من صراخات العدم

أما تشعر بالندم

وأنت تقهقه على موت الأحلام

والطفولة تسبحُ في أنهار الدم

فمتى تصحو؟

ومتى تدركُ أنتَ في وهم...؟

وكيف بنا نرتقي

إلى عاليات الهمم

وننبذُ الخلافَ

ونُعلنُ السلم

فأينَ منّا الله؟

أينَ منّا القرآن والحِكم

أينَ منا محمد وأين النون والقلم

أما يكفينا تخريب وهدم

فكل شيءٍ باتَ مباحًا في اُمتي

اُمة الدم.....؟!

محمد العبودي.

تعليقات