نص سجن القلب .. بقلم الأديب عيسى نجيب حداد

 سجن القلب 


صدئة اقفالك

مهترئة قضبانك

ايها السجن الملعون

لانك قد حبست القلوب

في العتمات بوحدتك للعذاب

لم تحسن التعامل مع رقتها وحنانها

عطوفة هي على الحزانى والمشردين والعشاق

لهوفة لرجعة الغرباء لاحضان اهاليهم واوطانهم العزيزة

آه من قسوتك حينما تشتد فراغاتك بليالي الظلام الدامسة

من حرقاتك ولوعاتك كلما اغتمرت ساحاتك المغلقة دون مفر

الم تحن على عيون وقد ادمعتها الوحدة على غوارب الاوقات

الم ترى كيف تتشوق ارواح قاطنيك لحرياتها المطلقة بلا قيود

انظر اليها سجلاتك التي لا تحتوي سوى ارقام رمزية للسجناء

وسجل لكل لوازم توحيد استخداماتهم من زي وفراش ومأكل

لكن ركز ايها الممقوت في الانفس كم تبث فيها لحظات تعاسة

كيف تختصر حتى منهم سنوات اعمارهم بالاقل حتى توهمهم 

فتلك حكاياك الاسيرة بسجلات التدوين التي تتباهى بها للكل

لا تساويلك مثقال ذرة من كرامات الامم انت تنفذ باسم قانون

انك تسن الاحكام لتتجبر في عزل خلائق عن محبيهم بلا رافة

ما السبيل لتجنب الاقامة في مراتعك الا السلوك الطيب بخلق

باحتكام لشرائع الله سبحانه لتستقيم الانفس والارواح بالنعمة


                          فيلسوف الادب المعاصر

                             عيسى نجيب حداد

                                  رحلة العمر

تعليقات