************ خواطر من وحي الكورونا. ***********
إلى الناس البسطاء الذين أحبهم
أشارِكُكُمْ حُزْنَكُمْ لِرَحِيلِ عَزِيزٍ
بَدُونِ وَدَاعٍ و لا رُؤْيَةٍ خَاطِفَهْ
و لكنّي لا اسْتَطِيعُ مُشارَكَةَ أحَدٍ دَهْشَتِي
لِرُؤْيَةِ شَمْسِ الصّبَاحِ
تُعِيدُ الحيَاةَ إلى وَرْدَةٍ غافِيَهْ .
☆ ☆
أشارِكُكُمْ فَرْحَكُمْ بانْبِعاثِ الحَيَاةِ
إذَا مَا تَوَالَى هُطُولُ المَطَرْ
و لَكِنْ أتَدْرُونَ كَمْ يَبْعَثُ الحُزْنَ فَيّ
إذَا مَا انْهَمَرْ؟!
☆ ☆
أسَايِرُكُمْ في شوَارِعَ لَا اسْفَلْتَ فيهَا و لَا أرْصِفَهْ
و لَكِنّي لَنْ أسْلُكَ
طَرِيقَ الزّوَايَا الذي تَسْلُكُونَ
و لنْ ألْثُمَ التّوابِيتَ في الأضْرِحَهْ .
☆ ☆
أشاطِرُ دَعْوَتَكُمْ للتّوَقّي
مِنَ الْعَدْوَى عَبْرَ اعْتِمَادِ التّبَاعُدْ
و تَعْقِيمِ كُلّ الفَضَاءاتِ و الأغْذِيَهْ
و لَكِنّي أؤْمِنُ أنّ المَجَاعَةَ و الحَرْبَ شَرٌّ
علَى الفُقَرَاءِ مِنَ الأوْبِئَهْ .
☆ ☆
أقَاسِمُكُمْ كُلَّ لَحْظَهْ
مَنَاحَةَ سَيّارِةِ المُسْعِفِينَ
تَشُقّ الفَضَاءْ
و لَكِنّي لا اكْتَفِي مِثْلَكُمْ بِالدّعَاءِ
لِتَرْفَعَ عَنّا السّمَاءُ البَلَاءْ .
☆ ☆
أتَابِعُ مِثْلَكُمُ كُلَّ نَشْرَهْ
و أحْصِي الإصَابَاتِ و الوَفيَاتْ
و لَكِنّي لا أبْحَثُ لِلْحُكُومَهْ
كَمَا تَبْحَثُونَ
عَنِ التّبْرِيرَاتْ .
☆ ☆
أشاطِرُكْمْ ضِيقَكُمْ بِانْقِلِابِ الحَيَاةِ
بِحَجْرٍ طَوِيلٍ ثَقِيلْ
و أكْفَرُ مِثْلكُمُ بِالغَلَاءِ و بِالاحْتِكَارِ
و لَكِنّي لا أفْقِدُ الأمَلَ في الخَلَاصِ
بِرَغْمِ غَيَابِ البَدِيلْ .
☆ ☆
أقَاسِمُكُمْ كُلَّ شَهْرٍ ضُغُوطَ انْتِظَارِ المُرَتّبْ
و خِشْيَةَ فَقْدِ الغِذَا و الدّوَاءْ
و لَكِنّي لا أقِفُ مَعَكُمْ في صُفُوفٍ طَوِيلَهْ
لِأطْلُبَ فِيزَا
و مَا ذَاكَ خَوْفًا مِنَ الْعَدْوَى لَكِنْ
لِأنّي رَأيْتُ الْمَمَاتَ حَيَاةً هُنَا .
عمار العربي الزمزمي
الحامة ، تونس ، سبتمبر2020
تعليقات
إرسال تعليق