قصيدة شموع العمر بقلم الشاعر رامي بلحاج

شموع العمر

يا شموعي لست أدري منكم عددا
لما غزتني أهازيج و خطوب الزمان

و حين هانتنا أسارير الوقت و المدى
انزوينا ننشد أطياف السلام و الأمان

انتشلتني من حجرتي رغبة و صولة
أزرتني و جرجرتني من سندان الآذان

و تمادت في عذابي و تأوهي عنوة
توهم وعاء  الفكر  من فرط لدغة الأنان

عمر لم أدري أنه يمضي بسرعة ينتابني
من خلال ربوع النفس ضيق و هوان

و إني قد تركت لأهواء الدنى مشيعا
عزم الروح و همة في صلاحات الكيان

 لو نعلم بتسارع  الأعمار و من سباقها
لما فرطنا لا في دقائق و لا في ثوان

شمعة تأهلت  من عيد ميلادي أخمدت 
كل سنيني و أنوارها جعلتها كالجفان

لم أنتبه لحالي بل غدوت أشعل شعلة
كما أقباس الزمن الذي ولى و كان

انطفأت و خبا لهيبها في حضرتي أحبة
بدهشة الذهول من فوات الأوان

من يسير العمر من زوال أهل الثرى
من إعاقة الصدف في بعض الأحيان

من ضمور الجسد من صبر نفذ و بدا
من زهو الحياة يتبعها فناء الأكوان

هكذا لاحت و طفت  سفن جواري
في بحر حيث الأمواج تتلاطم للعنان

عبرة هي في ومض لحظة في فكرة
في نفائس من كؤوس من الجنان

28/7/2020

رامي بلحاج

تعليقات