نص بعنوان قصة جريح- (من الواقع) للشاعر / يوسف خالد الزهار

قصة جريح- (من الواقع)
--------------------
انتصف الليل إلا قليل
القصف كالمطر
 وتسمع صراخ وعويل
أشلاء أطفال تناثرت بين أشجار النخيل
نساء وشيوخ بين جريح
وقتيل
وصراخ الثكالى صاعد
وأنينُ عليل
والمُسّيراتُ فوق رؤسنا
ولا تحويل
سمعت صفير قذيفة
والصوت على الموت دليل
لحظة وكان دوي انفجارها
كأنه زلزال ولا تهويل
أيقنت إصابتي فالدماء تسيل
قدمي مبتورة والجسم هزيل
وساعدي سقط بجانبي 
وهو كسير
العيون شاخصة والانتظار
طويل
لعل مسعف ينجدنا
ولا سبيل
نظرت قدمي المبتورة وحمدت ربي الجليل
وبحثت عن رفاقي وسألت أين محمد وخليل
هل سبقنا أحد إلى العلا ليشرب من سلسبيل
فبصرت في أعينهم دمعاً
رقراقاً يسيل
قالوا أنت المصاب والموت محققٌ
وأزف الرحيل
قلت فنعم بها ميتة بل شهادة
إذا كنتُ في الفردوس نزيل
بدأ الوهن يلفني كأني تحت حِمل ثقيل
وبعد ساعات طوال وصل المسعفون 
فجزاهم الله الخير الجزيل
خاطروا بأرواحم لإنقاذنا
وهذا فعل الكريم لا البخيل
وها أنا اليوم اكمل مسيرتي
فلا ردة عن غايتي 
ولا تبديل
-----------------------
قصة جريح
بقلم : يوسف خالد الزهار
فلسطين - غزة 

تعليقات