نص بعنوان الأرانب و الذئاب للشاعر / غسان دلل

الأرانب والذئاب.

في أحداث مضت..وفي أحداث قادمة...
تدق ابواب الزمان على أصحابها..
فمنهم..
من مخدرا يصحوا..
منهم..
من في لهوهم يمضون..
ومنهم..
 من في سباتهم يقضون..
...........
تدق الذئاب رقاب العباد..
فمنهم من يسغيث.. 
منهم من يموت..
ومنهم من في خوفهم تخشبوا..
والذئاب..
تدور حولهم وتعوي..
فالأرانب..تحاصرها..
وعن بعد..
بأسلحة الدمار تهددها..
كما النجوم تهدد العتمة..
فتستمر الذئاب عواء..
وتذمرا تعلن وتشكوا...
الأرانب..
وحوش كاسرة..
برابرة الطبع..
لها مخالب النسر..
وشراسة الضبع..
وتريد..
بدل العشب..
قضم اللحم..
وعليهم.
أن يتأدبوا.. ويستسلموا..
أو يصبح..
أمرهم مقضي..
وتعوي الذئاب..وتعوي..
فيترد عوائها..
بين الأحياء..ومن في اللحد..
وتقفز..
لأرض الأرانب غازية..
عبر الفضاء..
عبر البر..
وعبر البحر..
تذبحها..
تسلخ جلدها..
تعلق لها المشانق..
وتشنقها..
تحت الأضواء..وتحت البصر..
دون وجل..
دون خجل..
وبشراسة ..دون حد..
فتقتل..تجوع..تدمر..
وتغطي..
حقدها وأطماعها..
 بحلوا الكلام..
وبأساليب..
مثالا للعهر..
وغاية في المكر..
فالذئاب..
لا تبتغي العشب واللحم..
وانما..
لإنقاذ الأرانب..
من براثن الظلم تغزو..
فيفنى الكثيرون..
تعم الفرقة..
يعم الدمار..
يعم الظلم والظلام..
فتنتشر..
قوافل الأموات..
وتسيل الدماء..
دجلة و الفرات..
والعالم
دون حياء ..
مشغول بلعبة كرة قدم..
يتسلى..بالأخبار..
و يتابع لعبة الموت..
مع كأس جعة..
 مع فنجان قهوة.. 
على التلفاز واضواء الشاشات..
فأدوات الدمار الحديثة مدهشة..
بوارج..حاملات طائرات..
دبابات..
وصواريخ عابرة للقارات..
تقصف من كل مكان..
وتقوم بإلقاء المتفجرات..
من الأربع جهات..
ففنون القتل والقتال..
وأجهزة الإعلام..
والكلمات والأضواء..
متعددة..جذابة.. متنوعه..
مرعبة..
وأساليب التعذيب..
مقززة..ومفزعة..
ولكنها الناس..
عبر التاريخ...
مع الثري.
مع القوي..
مع القاتل المنتصر..
مع الهالة والأبهة..
وإن اخفوا.
 جبنهم..
نفاقهم..
عراء أخلاقهم..
وراء الضرورة .. العقل..والحاجة..
فيخشون الغازي..
يحترمونه..يصفقون له..
ويحولون عواءه..
لموسيقى وأغان..
يرقصون على ألحانها..
و يطربون..
والأصغر..
من الذئاب ..
تراقب المذبحة..ويترقبوا..
..............
تدق أيام الزمان على أصحابها..
منهم..
من مخدرا يصحوا..
منهم..
من في سباتهم يقضون..
منهم..
في لهوهم يمضون..
ومنهم..
من عيونهم ..
تتفجر بالموت..و يتفجروا..
ودائرة الزمان تدور..
فاليوم..
ضحية للآلهة..
هذا..
الأرنب يذبح..
وغدا..
ذاك الأرنب..
في دائرة الذبح..يدور..
وسيد الذئاب..
في عشقه للدم..
في جشعه..
بلحم الأرانب..
لا يكتفي..
فهو..
محاصرة الذئاب الأصغر..يبتغي..
هي الدنيا في تخلفها..
قاتل أو مقتول..
هي الدنيا..
شرسة كانت..
واشرس ستكون..
فالذئاب مستعدة..
لأسنانها مسلحة..
و على فنون القتال..تدربت..
والنصر تبتغي..
هي الدنيا..في تخلفها..
نهاية..
ذئاب تقتل..
و ذئاب تقتتل..
فالويل..
الويل غدا..
من اقتتال الذئاب..مع الذئاب..
فيا للهول..
لم يبق للأرانب.. تراب..
ولا عشب..
لم يبق للذئاب فراء..
لم يبق للذباب أجنحة..
ولا صوف لوديع الحمل..
...........
تدق ابواب الزمان على أصحابها..
فمنهم..
من يصم أذنيه..
منهم..
من يقفل فمه..
منهم..
من يغلق عينيه..
ومن تبقى..
خائف..مغفل.. مخدر..
يصحوا..ويغفوا..
والجميع.. الجميع..
وإن دق الموت بابهم..
من سباتهم لن يصحوا..
غسان دلل..

ملاحظة..
كتبت قبل سنوات من إيحاءات الاحتلال الأمريكي للعراق ومراقبة سياسات الدول وردود فعلها..

تعليقات