...........العيونُ السّود ...........
تَسّبي القلوبَ الأعينُ السّوداءُ
فيهنَّ سِحرٌ آسِرٌ و رُواءُ
عيناكِ سَوداوانِ ما أبهاهُما
لمْ يرقَ فوق بهائهنَّ بهاءُ
بهما يتِمُّ الحُسْنُ لا بسواهما
وتفيضُ حُسْناً فيهما الحسناءُ
الحُورُ حورٌ في سواد عيونها
وَ لَأَنتِ أيضاً هاهنا حوراءُ
فالأرضُ نافستِ السّماءَ عليهما
والأرضُ أرضٌ والسّماءُ سماءُ
فَلْتَفْخَرِي فِيما تَعذّرَ وَصْفُهُ
مِنْ حُسْنِهنَّ و قَصَّرَ البُلَغاءُ
كم تيَّمَتْ حوراءُ عَينَيْ ناظرٍ
وَلَهاً بِها و تَهافَتَتْ شُعراءُ
لِلْعَينِ حُسْنٌ آسِرٌ بِسوادها
و بياضِها مادامَ فيهِ نَقاءُ
ولَها كَلامٌ دونَ نُطْقٍ لمْ يَقُلْ
بِفَصَاحَةٍ مِنّ مِثلِهِ الفُصَحاءُ
تتفاوتُ النَّظَراتُ في تعبيرها
ولكلِّ قِدْرٍ-لو علمتَ- غِطاءُ
لِلحُبِّ نَظْرَتُهُ وأُخرى لِلهوى
وسِواهُما لِسواهُما نُظَراءُ
تَجِدُ الرِّضا حيناً وتُبْصِرُ ضِدَّهُ
حيناً كما تُبديهِ حِينَ تشاءُ
وتُريكَ حيناً حِيرةً و تَرَدُّداً
وتُريك ما يسمو بهِ استحياءُ
وترى ببعضٍ بهجةً ومَسَرَّةً
و ببعضها تتبيَّنُ الّلأْواءُ
ولَقَدْ يكونُ بنظرةٍ خوفٌ وقدْ
يبدو بأخرى عَزْمَةٌ ومَضَاءُ
وهناك ما يأتيكَ فيهِ مَذَمَّةٌ
وهناك ما يأتيكَ فيهِ ثَناءُ
سورية،حماة،مصياف،المشرفة.
...........
الرُّواء: المنظر الحسن.
اللأواء: الشدة والمحنة
تعليقات
إرسال تعليق