( ما أحلى الرجوع إليه )
___________________________
كان عمري17سنة، لما سمعتُ من المذياع اغنية نجاة الصغيرة
(أيظن) وهي قصيدة للشاعر نزار قباني، لحنها الموسيقار
عبد الوهاب، سمعتها اليوم ظهرا، وقصة الأغنية التي تنتهي
بجملة(ما احلى الرجوع إليه)، ان نجاة قد وصلها رسالة
بالبريد، من نزار قباني. في الرسالة قصيدته(ايظن).
ذهبت بها الى الملحن كمال الطويل الذي علق قائلا:_ايه ده!
ذهبت بها الى الموجي، فرفض هو الآخر تلحينها، فبعثت
القصيدة لنشرها بالصحف تكريما لصاحبها نزار، قراها عبد
الوهاب، اتصل بنجاة فلحنها، واذيعت بالاذاعة، ولم يعرف
نزار عنها شيئا، حيث كان سفيرا في الصين، بعدما سمع
الشاعر الاغنية، بعث معاتبا برسالة إلى نجاة، اخذت والدة
نجاة الرسالة وفتحتها، ذهلت لما قرأت ما كتب نزار.
كتب (اريد ان ارى ابننا المشترك). عندما دخلت نجاة الى
البيت، اوضحت لوالدتها ان المقصود من المولود هو الاغنية،
فبعثت له شريط الاغنية للسفارة.
كما قيل الحديث شجون، ومن وحي عبارة ما احلى الرجوع
إليه، هناك قصة حقيقية حصلت تأثرت بها جدا...
لأبدا....
تعلق بها بعد أن ابهره جمالها، ظل يراقبها من بعيد، يتمتع
بجمالها وانوثتها الطاغية، وهي قادمة لبيتها القريب من
بيته، كانت هي في السنة الأخيرة من دراستها الجامعية.
في الفصل الاخير لدراستها، تقدم لخطبتها، كل المواصفات
التي تتمناها اي صبية متوفرة فيه، شاب محترم، مؤدب
وظيفة ممتازة، سيارة، شقة، عائلة عريقة، خلوق، وفوق
كل هذا وسيم الخلقة. رحب اهلها به، ومن اول جلسة
تيقنوا انه طيب ومحترم، لكن الصبية رفضته بقوة، دون
إبداء الاسباب، وتحججت انها تفكر بفصلها الدراسي الاخير
ولا تريد ان تنشغل عن المذاكرة.
لم ييأس الشاب، وعاد يتقدم لها ثانية،بعد تخرجها رفضت
الزواج منه ثانية.
اعتذر أهلها للشاب، ولكي لا يخسروه، فتحججوا ان الصبية
مرهقة من الدراسة، وقالوا له:_عد ثانية إن كنت متمسكا بها.
الصبية كانت تعيش حالة حب مع زميل لها، كانت تفكر
برفض الزواج من جارهم، حيث تتوقع ان يخطبها حبيبها.
كانت صدمتها عنيفة، لما علمت ان حبيبها خطب بنت عمه
طمعا في الارث، وانه سيحصل على وظيفة عند عمه، الذي
يملك شركة عريقة.
وافقت الصبية مضطرة من الزواج من الشاب، وقد عاملها
معاملة ملكة وساندريلا.
لكنها هي كانت تعامله ببرود، وتحولت حياتهما الى روتين
قاتل، كان يومهم جامدا روتينيا، يشربا قهوة في الصباح،
وفي المساء كل يعبث بهاتفه، جليد في العلاقات بينهما.
حتى في شهر العسل،كانا في تباعد روحي.
ذهبت عند صديقة لها وشكت لها انها لا تحب زوجها، واخبرتها
ان قلبها مازال متعلقا بحبيبها، ولم تتخلص من هذا الحب.
ثم شكت من زوجها انه دائم السرحان، وشارد الذهن، وانها
تعتقد انه هو الآخر يفكر بحبيبة له اثناء الثانوي، هكذا سمعت
من احدى قريباته، وقالت لصديقتها، انني اريد ان اعترف
له بحبي الاول، واتحمل نتائج هذا.
حذرتها صديقتها بانها ستهدم بيتها. ردت عليها بقولها:_ما
الحب الا للحبيب الاول، وهي مصممة ان تنهي هذه العلاقة.
في ليلة كانا يشاهدان التلفاز، كالعادة، إقتربت من زوجها
وراحت تقول له:_
اعتقد أنك ما زلت متعلقا بحبيبتك السابقة، لا تحاول ان
تنفي ذلك، لا باس في هذا، عندي الأمر عادي، ألأمر ليس
بأيدينا، قلوبنا هي من تتحكم فينا، ولا نتحكم نحن فيها.
طأطا راسه وقال:_أجل ما زلت متعلقا بها.
إبتسمت وظهر على وجهها الفرح، حتى عيونها أخذت تلمع
وتضحك، وقالت له:_
إرفع راسك، يجب ان تكون فخورا بنفسك، لأنك ما زلت
وفيا لحبك القديم مثلي. انني انا الاخر ما زال قلبي معه
لقد كنت وفيا لك بجسدي، اما روحي فلا.
انني وفية للحب مثلك.
كانت صدمة عليه،نزلت كلماتها عليه كالصاعقة، لكنه تماسك
ولم يشأ ان يذل نفسه، رفع راسه، راى في عيونها الوقاحة
وهي رات في عيونه الدموع والانكسار. إستجمع كل كبرياؤه
وقال:_
لا. انت لست مثلي، الفرق بيننا أن من اعشقها ما زالت معي،
واعيش معها، رغم ان قلبها ما كان يوما معي،إنتظر بعض
الوقت، وعاد يقول لها:_
يا بنت الناس.. دخلنا بالمعروف، وسنخرج بالمعروف، انا
أحب والديك واعتبرهما مثل والدي، إن طلقتك الان بعد
شهر ونصف من الزواج، ستكون صدمة لاهلك، وتؤثر على
سمعتك، وانا الموت عندي ارحم من ان اؤذيك، او أؤذي
اهلك الطيبين.
لننتظر بعض الوقت، تعرفين انني مطلوبا للعمل في الامارات
العربية المتحدة، ساعود اخاطبهم من جديد، ساغيب هناك
وانتظر منك ان تطلبي ورقة الطلاق بعد ان تمهدي هذا
لأهلك.
ستبقين في البيت، معززة مكرمة، حتى يتم هذا. ما رأيك؟
وافقت على الفكرة بسعادة غامرة، وتباعدا في المنام.
كلها اسبوع، عاد معه تذكرة السفر، اعطاها فلوسا لتشتري
ما تحتاجه، ووعدها ان يرسل لها ما تريد، لما يصل لعمله.
__
انا نظير بدوري اكتب بالنيابة عنه وكانه يقول: في سره:_
أخبيء اسمي ورسمي عن وشاح السدر...
بمكان يكون قد شاح عنه القدر..
لأرحل عن أرض لم تراها العيون.
ولا دنستها ذنوب البشر.
وابتعد عن قهر السنون.
وعن نحر الجفون.
وفكر المجون.
وجمر القهر..
اريد الرحيل من ارض الجنون..
بقلبي الحنون.
فكيف بالله القلوب تخون!!
وتتقلب مثل طباع النهر.
اريد ان احوم بين النجوم..
وخلف الغيوم..
وارمي الهموم..
على تخوم القمر..
اريد ان أغني مثل الحسون.
أعانق من العلياء، ورق الشجر.
واسابق بالكبرياء عبق الزهر.
واصادق بالسماء الشفق والسحر..
اريد ان ارحل لمدينة افلاطون.
لارض يوتيبيا.. ارض الفضيلة..
والى حضون السكون..
لأن الحياة هنا باءت مستحيلة..
وليس لي باليد حيلة..
والقلوب صارت مثل الحجر..
سارحل لفضاءات بعيدة..
فيها إضاءات جديدة.
وابتداءات سعيدة.
لأن بالارض يعم طعم الرذيلة..
ولم يعد للحب اي اثر.
اريد الرحيل الى سماء العدالة.
وابتعد عن دنيا الجهالة.
واحمل الحب هالة.
لأننا هنا مثل آلة.
نتذوق طعم الملالة.
والحالة..
صارت مستحالة..
ونبكي دما، على نفس الوتر..
سارحل رحلة طويلة..
لارض بديلة.
دلوني فقط كيف الوسيلة..
ما دامت حبيبتي بقلبي، جواز سفر!!
__
مضت الايام، واذ بخبر تبعثه له:_اخبرك انني حامل بالشهر
الثالث، أسقط عليه الخبر، لكنه وبكل هدوء، قال لها:_
لن يغير هذا من الموضوع، سابقى ملتزما بالمصاريف. وبعد
الولادة، لك ان تأخذي المولود، او تضعيه عند امي، إستمر في
كتمه للخبر، ولم يعرف احدا من أهله او أهلها عن موضوع
مشروع طلاقهما.
مضت الشهور وانجبت زوجته طفلة، تشبه ابوها، واستمرت
الاتصالات بينهما، وكلها تنصب حول الطفلة.
وجدت زوجته، ان صفحته عالفيس اختفت، هو وضع
صفحة جديدة، باسم مستعار، هي الاخرى فتحت صفحة
اخرى باسم اخر.
في يوم من الايام، كتبت على صفحتها منشورا عاما، لم
تتوقع احد من اصدقائها على الصفحة، ان يعتقد انها تتكلم
عن نفسها، فكتبت:_
حاولت ان اعتبرك حتى صديقا لي، ولكني فشلت. نعم
بالبداية كنت احترمك، لانك اهلا للاحترام، ولكني لم احبك
ولكنني كنت غبية، انني اجد انك استملكت قلبي، وانت من
جعلني أما لأجمل طفلة، كل ما أراها، اتذكر تعابير وجهك
لا انسى لما فتحت لك الهاتف واخبرتك بولادتي، كيف
كانت دموع الفرح تتساقط على خدودك، يومها قلت لي:_
انا ساحاول ان اجعلها اسعد بنت في الدنيا.
اعلم انني اخطات بحقك، بل جرحتك وآلمتك، ولكن يشهد
الله اني لا ارغب ان اجعلك حزينا، او اكون سببا في بعدنا.
لا استطيع ان ابعد عن راسي، فكرة ارتباطك باخرى، او انا
ارتبط بغيرك، لا احد من الرجال يشبهك.
انت حلمي الجميل الذي اغفو كل ليلة على امل عودتك.
انتظرتك شهورا في خيالي، يامن اصبحت اعز الناس، ويا
روح الروح، والآن علمت ان هذه الشهور، كانت اصعب
ايام حياتي، والقادم اصعب واصعب، ومع ذلك اعذرك
واتمنى كل الخير لك من قلبي. وعلي ان أتحمل نتيحة
اخطائي،.
هذا المنشور وجد تعاطفا وتفاعلا من اصدقائها على
صفحتها، كمنشور ادبي عادي، لكن صديقتها التي تعرف
السر، هي الوحيدة التي تعرف ما وراء الأكمة.، فاستطاعت
ان تعرف صفحة الزوج، فبعثت له صورة عن المنشور.قامت..
الزوجة من منامها، وفتحت هاتفها، تفاجأت برسالة عالخاص
من اسم لا تعرفه، وليس صديقا عالصفحة.
قرات الزوجة الرسالة، :_
(هل تقبلين ان توجهي دعوة لطفلتنا بان تقبل حضور
حفل زفافنا الذي غابت عنه.). التوقيع.. زوجك المحب.
ها هو عائد بالطائرة. الى حبيبته وابنته.
فتح الفيس على صفحة مدعو اسمه.. حنظلةحنظلة
قرا له قصيدة نثرية، كأنه كتبها له،وتقول على لسانه :_
----
سمعتُ شيطاني من حولي نطاق..
وضجيج من ذبحوا قبلي اشتياق..
قالوا:_
الناس تغيروا، والحب صار نفاق.
وما بعد الوصل الا الفراق.
فضحكتُ ضحكة.. حللت من شفتي الوثاق.
واعلنت عما يذيب اشعاري إحتراق.
فإن وصلها احلى مذاق.
اشتقت لها، فالعشق حراق.
انها شلال ترياق.
وما سكت القلب عن حبها، فما زال خفاق.
ولم اعد اكتم فالتلميح براق..
في كل خافقة وعد وميثاق.
فالقلب يبدي والبوح سباق.
وحروف اسمها تملا الاحداق.
حروفي تنتظر لقاؤها شوقا وعناق.
انه الذوبان حد الاحتراق.
__
نظير راجي الحاج
___________________________
كان عمري17سنة، لما سمعتُ من المذياع اغنية نجاة الصغيرة
(أيظن) وهي قصيدة للشاعر نزار قباني، لحنها الموسيقار
عبد الوهاب، سمعتها اليوم ظهرا، وقصة الأغنية التي تنتهي
بجملة(ما احلى الرجوع إليه)، ان نجاة قد وصلها رسالة
بالبريد، من نزار قباني. في الرسالة قصيدته(ايظن).
ذهبت بها الى الملحن كمال الطويل الذي علق قائلا:_ايه ده!
ذهبت بها الى الموجي، فرفض هو الآخر تلحينها، فبعثت
القصيدة لنشرها بالصحف تكريما لصاحبها نزار، قراها عبد
الوهاب، اتصل بنجاة فلحنها، واذيعت بالاذاعة، ولم يعرف
نزار عنها شيئا، حيث كان سفيرا في الصين، بعدما سمع
الشاعر الاغنية، بعث معاتبا برسالة إلى نجاة، اخذت والدة
نجاة الرسالة وفتحتها، ذهلت لما قرأت ما كتب نزار.
كتب (اريد ان ارى ابننا المشترك). عندما دخلت نجاة الى
البيت، اوضحت لوالدتها ان المقصود من المولود هو الاغنية،
فبعثت له شريط الاغنية للسفارة.
كما قيل الحديث شجون، ومن وحي عبارة ما احلى الرجوع
إليه، هناك قصة حقيقية حصلت تأثرت بها جدا...
لأبدا....
تعلق بها بعد أن ابهره جمالها، ظل يراقبها من بعيد، يتمتع
بجمالها وانوثتها الطاغية، وهي قادمة لبيتها القريب من
بيته، كانت هي في السنة الأخيرة من دراستها الجامعية.
في الفصل الاخير لدراستها، تقدم لخطبتها، كل المواصفات
التي تتمناها اي صبية متوفرة فيه، شاب محترم، مؤدب
وظيفة ممتازة، سيارة، شقة، عائلة عريقة، خلوق، وفوق
كل هذا وسيم الخلقة. رحب اهلها به، ومن اول جلسة
تيقنوا انه طيب ومحترم، لكن الصبية رفضته بقوة، دون
إبداء الاسباب، وتحججت انها تفكر بفصلها الدراسي الاخير
ولا تريد ان تنشغل عن المذاكرة.
لم ييأس الشاب، وعاد يتقدم لها ثانية،بعد تخرجها رفضت
الزواج منه ثانية.
اعتذر أهلها للشاب، ولكي لا يخسروه، فتحججوا ان الصبية
مرهقة من الدراسة، وقالوا له:_عد ثانية إن كنت متمسكا بها.
الصبية كانت تعيش حالة حب مع زميل لها، كانت تفكر
برفض الزواج من جارهم، حيث تتوقع ان يخطبها حبيبها.
كانت صدمتها عنيفة، لما علمت ان حبيبها خطب بنت عمه
طمعا في الارث، وانه سيحصل على وظيفة عند عمه، الذي
يملك شركة عريقة.
وافقت الصبية مضطرة من الزواج من الشاب، وقد عاملها
معاملة ملكة وساندريلا.
لكنها هي كانت تعامله ببرود، وتحولت حياتهما الى روتين
قاتل، كان يومهم جامدا روتينيا، يشربا قهوة في الصباح،
وفي المساء كل يعبث بهاتفه، جليد في العلاقات بينهما.
حتى في شهر العسل،كانا في تباعد روحي.
ذهبت عند صديقة لها وشكت لها انها لا تحب زوجها، واخبرتها
ان قلبها مازال متعلقا بحبيبها، ولم تتخلص من هذا الحب.
ثم شكت من زوجها انه دائم السرحان، وشارد الذهن، وانها
تعتقد انه هو الآخر يفكر بحبيبة له اثناء الثانوي، هكذا سمعت
من احدى قريباته، وقالت لصديقتها، انني اريد ان اعترف
له بحبي الاول، واتحمل نتائج هذا.
حذرتها صديقتها بانها ستهدم بيتها. ردت عليها بقولها:_ما
الحب الا للحبيب الاول، وهي مصممة ان تنهي هذه العلاقة.
في ليلة كانا يشاهدان التلفاز، كالعادة، إقتربت من زوجها
وراحت تقول له:_
اعتقد أنك ما زلت متعلقا بحبيبتك السابقة، لا تحاول ان
تنفي ذلك، لا باس في هذا، عندي الأمر عادي، ألأمر ليس
بأيدينا، قلوبنا هي من تتحكم فينا، ولا نتحكم نحن فيها.
طأطا راسه وقال:_أجل ما زلت متعلقا بها.
إبتسمت وظهر على وجهها الفرح، حتى عيونها أخذت تلمع
وتضحك، وقالت له:_
إرفع راسك، يجب ان تكون فخورا بنفسك، لأنك ما زلت
وفيا لحبك القديم مثلي. انني انا الاخر ما زال قلبي معه
لقد كنت وفيا لك بجسدي، اما روحي فلا.
انني وفية للحب مثلك.
كانت صدمة عليه،نزلت كلماتها عليه كالصاعقة، لكنه تماسك
ولم يشأ ان يذل نفسه، رفع راسه، راى في عيونها الوقاحة
وهي رات في عيونه الدموع والانكسار. إستجمع كل كبرياؤه
وقال:_
لا. انت لست مثلي، الفرق بيننا أن من اعشقها ما زالت معي،
واعيش معها، رغم ان قلبها ما كان يوما معي،إنتظر بعض
الوقت، وعاد يقول لها:_
يا بنت الناس.. دخلنا بالمعروف، وسنخرج بالمعروف، انا
أحب والديك واعتبرهما مثل والدي، إن طلقتك الان بعد
شهر ونصف من الزواج، ستكون صدمة لاهلك، وتؤثر على
سمعتك، وانا الموت عندي ارحم من ان اؤذيك، او أؤذي
اهلك الطيبين.
لننتظر بعض الوقت، تعرفين انني مطلوبا للعمل في الامارات
العربية المتحدة، ساعود اخاطبهم من جديد، ساغيب هناك
وانتظر منك ان تطلبي ورقة الطلاق بعد ان تمهدي هذا
لأهلك.
ستبقين في البيت، معززة مكرمة، حتى يتم هذا. ما رأيك؟
وافقت على الفكرة بسعادة غامرة، وتباعدا في المنام.
كلها اسبوع، عاد معه تذكرة السفر، اعطاها فلوسا لتشتري
ما تحتاجه، ووعدها ان يرسل لها ما تريد، لما يصل لعمله.
__
انا نظير بدوري اكتب بالنيابة عنه وكانه يقول: في سره:_
أخبيء اسمي ورسمي عن وشاح السدر...
بمكان يكون قد شاح عنه القدر..
لأرحل عن أرض لم تراها العيون.
ولا دنستها ذنوب البشر.
وابتعد عن قهر السنون.
وعن نحر الجفون.
وفكر المجون.
وجمر القهر..
اريد الرحيل من ارض الجنون..
بقلبي الحنون.
فكيف بالله القلوب تخون!!
وتتقلب مثل طباع النهر.
اريد ان احوم بين النجوم..
وخلف الغيوم..
وارمي الهموم..
على تخوم القمر..
اريد ان أغني مثل الحسون.
أعانق من العلياء، ورق الشجر.
واسابق بالكبرياء عبق الزهر.
واصادق بالسماء الشفق والسحر..
اريد ان ارحل لمدينة افلاطون.
لارض يوتيبيا.. ارض الفضيلة..
والى حضون السكون..
لأن الحياة هنا باءت مستحيلة..
وليس لي باليد حيلة..
والقلوب صارت مثل الحجر..
سارحل لفضاءات بعيدة..
فيها إضاءات جديدة.
وابتداءات سعيدة.
لأن بالارض يعم طعم الرذيلة..
ولم يعد للحب اي اثر.
اريد الرحيل الى سماء العدالة.
وابتعد عن دنيا الجهالة.
واحمل الحب هالة.
لأننا هنا مثل آلة.
نتذوق طعم الملالة.
والحالة..
صارت مستحالة..
ونبكي دما، على نفس الوتر..
سارحل رحلة طويلة..
لارض بديلة.
دلوني فقط كيف الوسيلة..
ما دامت حبيبتي بقلبي، جواز سفر!!
__
مضت الايام، واذ بخبر تبعثه له:_اخبرك انني حامل بالشهر
الثالث، أسقط عليه الخبر، لكنه وبكل هدوء، قال لها:_
لن يغير هذا من الموضوع، سابقى ملتزما بالمصاريف. وبعد
الولادة، لك ان تأخذي المولود، او تضعيه عند امي، إستمر في
كتمه للخبر، ولم يعرف احدا من أهله او أهلها عن موضوع
مشروع طلاقهما.
مضت الشهور وانجبت زوجته طفلة، تشبه ابوها، واستمرت
الاتصالات بينهما، وكلها تنصب حول الطفلة.
وجدت زوجته، ان صفحته عالفيس اختفت، هو وضع
صفحة جديدة، باسم مستعار، هي الاخرى فتحت صفحة
اخرى باسم اخر.
في يوم من الايام، كتبت على صفحتها منشورا عاما، لم
تتوقع احد من اصدقائها على الصفحة، ان يعتقد انها تتكلم
عن نفسها، فكتبت:_
حاولت ان اعتبرك حتى صديقا لي، ولكني فشلت. نعم
بالبداية كنت احترمك، لانك اهلا للاحترام، ولكني لم احبك
ولكنني كنت غبية، انني اجد انك استملكت قلبي، وانت من
جعلني أما لأجمل طفلة، كل ما أراها، اتذكر تعابير وجهك
لا انسى لما فتحت لك الهاتف واخبرتك بولادتي، كيف
كانت دموع الفرح تتساقط على خدودك، يومها قلت لي:_
انا ساحاول ان اجعلها اسعد بنت في الدنيا.
اعلم انني اخطات بحقك، بل جرحتك وآلمتك، ولكن يشهد
الله اني لا ارغب ان اجعلك حزينا، او اكون سببا في بعدنا.
لا استطيع ان ابعد عن راسي، فكرة ارتباطك باخرى، او انا
ارتبط بغيرك، لا احد من الرجال يشبهك.
انت حلمي الجميل الذي اغفو كل ليلة على امل عودتك.
انتظرتك شهورا في خيالي، يامن اصبحت اعز الناس، ويا
روح الروح، والآن علمت ان هذه الشهور، كانت اصعب
ايام حياتي، والقادم اصعب واصعب، ومع ذلك اعذرك
واتمنى كل الخير لك من قلبي. وعلي ان أتحمل نتيحة
اخطائي،.
هذا المنشور وجد تعاطفا وتفاعلا من اصدقائها على
صفحتها، كمنشور ادبي عادي، لكن صديقتها التي تعرف
السر، هي الوحيدة التي تعرف ما وراء الأكمة.، فاستطاعت
ان تعرف صفحة الزوج، فبعثت له صورة عن المنشور.قامت..
الزوجة من منامها، وفتحت هاتفها، تفاجأت برسالة عالخاص
من اسم لا تعرفه، وليس صديقا عالصفحة.
قرات الزوجة الرسالة، :_
(هل تقبلين ان توجهي دعوة لطفلتنا بان تقبل حضور
حفل زفافنا الذي غابت عنه.). التوقيع.. زوجك المحب.
ها هو عائد بالطائرة. الى حبيبته وابنته.
فتح الفيس على صفحة مدعو اسمه.. حنظلةحنظلة
قرا له قصيدة نثرية، كأنه كتبها له،وتقول على لسانه :_
----
سمعتُ شيطاني من حولي نطاق..
وضجيج من ذبحوا قبلي اشتياق..
قالوا:_
الناس تغيروا، والحب صار نفاق.
وما بعد الوصل الا الفراق.
فضحكتُ ضحكة.. حللت من شفتي الوثاق.
واعلنت عما يذيب اشعاري إحتراق.
فإن وصلها احلى مذاق.
اشتقت لها، فالعشق حراق.
انها شلال ترياق.
وما سكت القلب عن حبها، فما زال خفاق.
ولم اعد اكتم فالتلميح براق..
في كل خافقة وعد وميثاق.
فالقلب يبدي والبوح سباق.
وحروف اسمها تملا الاحداق.
حروفي تنتظر لقاؤها شوقا وعناق.
انه الذوبان حد الاحتراق.
__
نظير راجي الحاج
تعليقات
إرسال تعليق