* صرخة و دموع و أمل*
صرختي مكتومة في حلقي
حروفي و كلماتي
معتصمة في ذاكرتي
أفكاري مشوّشة
و متناثرة هنا وهناك
كجثث ملقاة
في أرض المعركة
دون نفس أو حراك
حزني بلغ مداه
و غضبي بلغ أقصاه
دموعي الحرّى محبوسة
و في مآقي مقلتيّ محروسة
لم تستطع فكّ أسرها
و إزالة القيود و كسرها
كي تنطلق نحو الفضاء
مع النّسائم و الهواء
لتتبخّر و تتشكّل
في شكل سحب وغيمات
محمّلة بماء الحياة
حلمي أرى الرّياح
القويّة...
العاصفة...
الغاضبة...
الحالمة...
تقودها نحو
وطني الحبيب
اليمن السّعيد
الذي لم يعد سعيدا
بعد أن أثخنته
الحروب و الجراح
و المآسي و الأتراح
و نحو بلدي الجميل
سوريا الجريحة
المثخنة بالآلام و الأحزان
و على الفراش طريحة
و نحو وطني المريض
ليبيا الحبيبة
الممزّقة أشلاء
منتشرة في الأماكن
القريبة و البعيدة
و نحو العراق الشّقيق
بلد الحضارة
و التاريخ العريق
الّذي يطفو و يصعد
في بحر هائج كالغريق
فتنهمر الدموع غزيرة
من السحب و الغيمات
دموعي ودموع اليتامى
والأرامل و الثكالى العفيفات
فتطفئ نيران الحروب
و تغسل القلوب
و تزيل الأحقاد الدّفينة
كي تعود الرّوابط المتينة
وتسقي الأراضي المحروقة
فتنبت حُبّا و عطفا
و تآخيا و وئاما
و أمنا و سلاما
فينطفئ الحقد في القلوب المكلومة
و يذهب الغمّ عن النّفوس المهمومة
حينئذ تعود الحياة لحروفي و كلماتي
و تنطلق من حلقي صرختي المكتومة
مزغردة فرحة نشوانة
معلنة انتصار الشعوب المحرومة
وعودة الحياة للنفوس المظلومة
لتعيش في سلم و سلام
وأمن و أمان...
بعد انقشاع السّحب و ذهاب الأحزان
و انتشار النّور بعد الظلام
تعليقات
إرسال تعليق