نص بعنوان وطني للشاعر / الشريف العوني

وطني

تنامون في الليل ملأ الجفــون
و لم يغلبـنـي طول السهــر
أقضّـي ليالي بين القوافـــي
و بين المغاني و بين الوتـــر
فراشا أطير بأيك جميــــل
يعانق زهره غصن الشجـــر
و أبحـر في مركب الشعر حتما
أغوص فألتـذّ تلك الـــدرر
و كأس الندامى بغير نـديــم
يطوف فأشرب لا أختـمـــر
و تحت الكروم و فوق الرّوابي
أقـاسم الليل نـور القمـــر
و أبحث عن روحي أين روحي
و قد ضعت بين ازدحـام البشر
فهذا البليـد و هذا السفـــيه
و هذا الرذيل و هذا القـــذر
و هذا الوصولي أو ذو الوشاية
يصطاد في كل ماء عـكـــر
يسودون قوما كـــراما لأن
زمان السيادة للمقتــــــدر
لأن البقية قوم خضــــوع
أذلاّء يرضون عيش الحفـــر
فأين الشهامة أيـن الشـمـوخ
و مجد العـروبة ها هو غـبر
فأين ، وعهد الإبـاحة طــاغ
ميـوع فجـور أذا يُـغـتفـر
لأنـي أصيل فإني انزويــت
هربت فجئت لهذا الحــجـر
على ربوة في ضفـاف الميـاه
لأشكو هوى مجدي المحتـضر
و قلت وفي و قد صــان ودّ
أيرضيك أن قلبي ينكســــر
فلم ألق غير صدى لســؤالي
يتيه كحـبّـي مع المنحــدر
سألت النجوم ألا من أنيـــس
لمضنى جفـاه حبيب أغــر
فلم يجـدني النجم نفعا و لكن
بالمجـرّات هل نعتـبـــر
سأسأل عنه رموز القــوافي
سأسأل عنه جبال الصّـخَــر
سأسأل عنه طيورا شــوادي
سأسأل عنه ضيـاء القمــر
علّني أوجد معنــى لذاتـي
و للعرب خشية أن تنـدثــر
فيا أمة العرب فيقي و ثوري
و ردّي لنا عزّ ماض بهـــر
سيبقى هوى في فؤادي مصونا
وتضطرم ناره تستـــعـر
لكي يعلم أنني ما سلـــت
و لا لي بديل طـوال العـمـر
ليفخـر إن شاء يوما بذلـك             أني وفي به أفـتـــــخـر
الشريف العوني

تعليقات