ذات مساء
ذاتَ مساء
كنا نجتمع هنا
نفترش الأرض كلنا
تحلو جمعتنا و لمتنا
تغمرنا فرحتنا
يجمعنا حب ٌّووفاء
نتحاور .. نتناقش
نتبادل كلماتٍ
جملاً وعباراتٍ
كلها رونق وجمال
مزدانة بأدبٍ وحياء
غايةٌ في الذوقِ والارتقاء
تكثر همساتنا
تزداد صيحاتنا
تُحَلِّقُ أجنحتنا
تعلو ضحكاتنا
تملأ كل الأرجاء
تعلو محيانا بسمةٌ
بداخلنا سكينة
بأنفسنا رضا
بقلوبنا محبة
تجعلنا حقاً سعداء
فالقلبُ أبيضٌ صافٍ
والروحُ طاهرةٌ نقيةٌ
لا تحملُ عداوةً أو بغضاء
كنا جميعاً أخوة وكانَ
قلبٌ واحدٌ ينبض بنا
بيتٌ واحد ٌيجمعنا يضمنا
لَحْنٌ واحد يطربنا ويهزنا
والعصافير المغردةُ تشدو لنا
ألسنتنا كانت تلهج معاً
بذكرِ اللهِ .. وبجميل الدعاء
وكانت أشجار حديقتنا مورقةً
أزهارها مزهرةً يانعةً
شذاها وعطرها يفوح
ويسري هنا وهناك
يعطر الشوارع والأنحاء
نعم ذاكرتي تحمل
عبقاً من رحيق تلك الزهور
عنبراً ومسكاً وأريجاً
فيا لروعةِ تلك الخمائل
نعم حديقتنا كانت غيناء
وأذكرُ نسيمَ الليلِ
وبدرَ التمامِ مكتملٌ
وسمرنا الممتع
والنجومُ اللامعةُ ساهرةٌ
تنير ليلنا .. تُزين السماء
وكانت وربي حقاً
أحاديثنا ممتعة
آذاننا مصغية
نظراتنا حانية
أيادينا متعانقة
قلوبنا متعاهدة
أن نظل ونبقى أحباء
وذات َ مساء
كان يجمعنا ويضمنا
دِفْءُ المحبة والمودة
في ليالي الشتاء
نلتف حولَ المدفأة
وأيادينا ممتدة
وبدفء المشاعرِ
كنا نحتمي من برودةٍ
فالمشاعر يُجَمّلها الاحتواء
أي جمالٍ كان لهذا الزمان ؟؟
وما سر السعادة فيه. ؟؟
أي جمال وبهاء
كان يزين ذاك المساء ؟؟
كنا نتبادل كل شيء
ملابسنا .. طعامنا
بسماتنا .. ضحكاتنا
وأهم من هذا وذاك
حب صادقٌ .. قلبٌ نابضٌ
فما أجملها تلك الأشياء
وذات مساء
كانت كل البيوت حولنا
تشبه في كل شيء بيتنا
كل ُّالمودةِ تسكن حيَّنا
وكان الجيرانُ ما أروعهم
لا فرقَ بينهم
لا حقدَ عندهم
كانوا كأخوةٍ أشقاء
تسمو بهم أخلاقٌ ساميةٌ
لا يعرفون نفاقاً أو رياء
لا يجيدون الخداع
قلوبهم كلها حب ٌّوصفاء
للشهامةِ والمروءة عنوانٌ
جمعوا المحاسنَ كلها
غرسوا غراسَ طهرٍ ونقاء
وذات مساء
كان صحنَ الدار عامرٌ
لا يخلو من أصواتٍ
من ضجيج وصيحات
لكنها كانت ممتعةً
فما أجملها من ضوضاء
كانت تحيا البيوتُ
وَمَنً فيها وما فيها
بجميلِ حبٍّ وحنين ٍ
بفيضِ جودٍ وكرمٍ
ببذلٍ كبيرٍ وسخاء
فما أروعها تلك البيوتُ
وما أبهاها تلك النفوسُ
وما أزهاهُ ذاك المساء
كل الأهازيجِ كانت جميلةً
تسعد قلبنا وتُبهجنا
ويحلو لنا ركضنا
فما أمتعَ تلك الأجواء
وذات مساء
تغير كل هذا وذاك
وانزوى بعيداً بعيداً
عن الأنظارِ والأعينِ
حجبته موانع صماء
كسرته أهواءٌ زائفةٌ
أطماعٌ خادعةٌ جائرةٌ
وقلوبٌ لم تعدْ بيضاء
قد بعدت عن دين وإيمانٍ
فصارتْ خاويةً
وذبلت كأرضٍ جرداء
وأعينٌ أعماها جهلٌ
فأصبحت دروبها ظلماء
طرقاتها كلها عوجاء
فضلت وتاهت
فقد فارقها الخيرُ والنماء
وزادها البغض ظلماً
وسالتْ على ثراها
دماءٌ طاهرةٌ للأبرياء
قد تَبَدَّلَ كل شيء
تغيرت كل المشاهد
حتى الطبيعة قد تأذت
من فسادٍ دَمَّرها
فاستغاثت وتعالت
صيحاتها بكل الفضاء
أما حان الرجوع لحبٍّ
ووئام ٍ وطهرٍ
فتعود القلوب جميلةً
والنفوس بريئة
وتصبح كفتاةٍ غيداء
تغمرها محبةٌ
يملؤها نورٌ وضياء
تمنيت وربي
أن يعودَ ذاك الليلُ
بكل تفاصيلهِ الجميلةِ
مزداناً بكل الأضواء
تمنيتُ حقاً
أن ألمحَ طيفَ الأوفياء
وأحلمُ كل ليلٍ
أن ْيعودَ ذاك المساء
فكان وكان وكان وكان
ذات مساء
بقلمي / أسماء أمين العرابي
ذاتَ مساء
كنا نجتمع هنا
نفترش الأرض كلنا
تحلو جمعتنا و لمتنا
تغمرنا فرحتنا
يجمعنا حب ٌّووفاء
نتحاور .. نتناقش
نتبادل كلماتٍ
جملاً وعباراتٍ
كلها رونق وجمال
مزدانة بأدبٍ وحياء
غايةٌ في الذوقِ والارتقاء
تكثر همساتنا
تزداد صيحاتنا
تُحَلِّقُ أجنحتنا
تعلو ضحكاتنا
تملأ كل الأرجاء
تعلو محيانا بسمةٌ
بداخلنا سكينة
بأنفسنا رضا
بقلوبنا محبة
تجعلنا حقاً سعداء
فالقلبُ أبيضٌ صافٍ
والروحُ طاهرةٌ نقيةٌ
لا تحملُ عداوةً أو بغضاء
كنا جميعاً أخوة وكانَ
قلبٌ واحدٌ ينبض بنا
بيتٌ واحد ٌيجمعنا يضمنا
لَحْنٌ واحد يطربنا ويهزنا
والعصافير المغردةُ تشدو لنا
ألسنتنا كانت تلهج معاً
بذكرِ اللهِ .. وبجميل الدعاء
وكانت أشجار حديقتنا مورقةً
أزهارها مزهرةً يانعةً
شذاها وعطرها يفوح
ويسري هنا وهناك
يعطر الشوارع والأنحاء
نعم ذاكرتي تحمل
عبقاً من رحيق تلك الزهور
عنبراً ومسكاً وأريجاً
فيا لروعةِ تلك الخمائل
نعم حديقتنا كانت غيناء
وأذكرُ نسيمَ الليلِ
وبدرَ التمامِ مكتملٌ
وسمرنا الممتع
والنجومُ اللامعةُ ساهرةٌ
تنير ليلنا .. تُزين السماء
وكانت وربي حقاً
أحاديثنا ممتعة
آذاننا مصغية
نظراتنا حانية
أيادينا متعانقة
قلوبنا متعاهدة
أن نظل ونبقى أحباء
وذات َ مساء
كان يجمعنا ويضمنا
دِفْءُ المحبة والمودة
في ليالي الشتاء
نلتف حولَ المدفأة
وأيادينا ممتدة
وبدفء المشاعرِ
كنا نحتمي من برودةٍ
فالمشاعر يُجَمّلها الاحتواء
أي جمالٍ كان لهذا الزمان ؟؟
وما سر السعادة فيه. ؟؟
أي جمال وبهاء
كان يزين ذاك المساء ؟؟
كنا نتبادل كل شيء
ملابسنا .. طعامنا
بسماتنا .. ضحكاتنا
وأهم من هذا وذاك
حب صادقٌ .. قلبٌ نابضٌ
فما أجملها تلك الأشياء
وذات مساء
كانت كل البيوت حولنا
تشبه في كل شيء بيتنا
كل ُّالمودةِ تسكن حيَّنا
وكان الجيرانُ ما أروعهم
لا فرقَ بينهم
لا حقدَ عندهم
كانوا كأخوةٍ أشقاء
تسمو بهم أخلاقٌ ساميةٌ
لا يعرفون نفاقاً أو رياء
لا يجيدون الخداع
قلوبهم كلها حب ٌّوصفاء
للشهامةِ والمروءة عنوانٌ
جمعوا المحاسنَ كلها
غرسوا غراسَ طهرٍ ونقاء
وذات مساء
كان صحنَ الدار عامرٌ
لا يخلو من أصواتٍ
من ضجيج وصيحات
لكنها كانت ممتعةً
فما أجملها من ضوضاء
كانت تحيا البيوتُ
وَمَنً فيها وما فيها
بجميلِ حبٍّ وحنين ٍ
بفيضِ جودٍ وكرمٍ
ببذلٍ كبيرٍ وسخاء
فما أروعها تلك البيوتُ
وما أبهاها تلك النفوسُ
وما أزهاهُ ذاك المساء
كل الأهازيجِ كانت جميلةً
تسعد قلبنا وتُبهجنا
ويحلو لنا ركضنا
فما أمتعَ تلك الأجواء
وذات مساء
تغير كل هذا وذاك
وانزوى بعيداً بعيداً
عن الأنظارِ والأعينِ
حجبته موانع صماء
كسرته أهواءٌ زائفةٌ
أطماعٌ خادعةٌ جائرةٌ
وقلوبٌ لم تعدْ بيضاء
قد بعدت عن دين وإيمانٍ
فصارتْ خاويةً
وذبلت كأرضٍ جرداء
وأعينٌ أعماها جهلٌ
فأصبحت دروبها ظلماء
طرقاتها كلها عوجاء
فضلت وتاهت
فقد فارقها الخيرُ والنماء
وزادها البغض ظلماً
وسالتْ على ثراها
دماءٌ طاهرةٌ للأبرياء
قد تَبَدَّلَ كل شيء
تغيرت كل المشاهد
حتى الطبيعة قد تأذت
من فسادٍ دَمَّرها
فاستغاثت وتعالت
صيحاتها بكل الفضاء
أما حان الرجوع لحبٍّ
ووئام ٍ وطهرٍ
فتعود القلوب جميلةً
والنفوس بريئة
وتصبح كفتاةٍ غيداء
تغمرها محبةٌ
يملؤها نورٌ وضياء
تمنيت وربي
أن يعودَ ذاك الليلُ
بكل تفاصيلهِ الجميلةِ
مزداناً بكل الأضواء
تمنيتُ حقاً
أن ألمحَ طيفَ الأوفياء
وأحلمُ كل ليلٍ
أن ْيعودَ ذاك المساء
فكان وكان وكان وكان
ذات مساء
بقلمي / أسماء أمين العرابي
تعليقات
إرسال تعليق