مسرحية الزمان/ساهر محمد

(مسرحية الزمان)
في ساحة المطار
كان لقاؤنا ما أطيب الصدف
ولمحت طيف خيالي من بعيد
نعم هي تلك قصة زماني
وأيام فرحي وعذابي
أقبلت وهي تمشي كالشمس
وشعرها الأسود يركض خلفها
لم تتغير نعم
وقفت وأصبحت أمامي
وبهتت حتى ما تكاد تجيب
صمت عم المكان سكون
وكان الحديث بلغة العيون
لغة لا يفهمها غير المغرمين
ما الذي حدث حتى تبقيني أسير ؟
لدي سجون قلبك والحنين !!
فقالت :أنا ليس لي ذنب على قسوة الحياة
وتفريق الزمان والعاذلين
نسيت حبي وأيامي
قالت :أنا لم أنس ثواني
قالت :الزمان كان أشد المعارضين
نعم هو الأثيم
شاب فقير
ولكن عندي حبها كبير
ولكن ماذا ينفع حبك مع زمان .¿¿
أنها حياة كبيرة لا تسرك !!!
فغادرت وأنا أسير إلى حتفي
أشتم حياتي وفقري
ماذا يصيبني حتى أرضي الأخرين
وأصبح ذو مال وسلطة
كنت ساهرا على حبها حياتي
ولم تفارق صورة وجهها خيالي
ورائحة شعرها لا تزال في بالي
كنت أصبر نفسي وحالي
على أمل أن تكون بانتظاري
غادرت بلادي أبحث عن المال
حتى أبني مملكتي من محال
فيكون الحكم لدى السلطة والمال
عجبا لهذا الزمان
في نفس اللحظة وانا غريب **
تم خطبتها إلى شاب من الأغنياء
صاحب للمال والسلطة لم يتعب بالمال
هو من الأسياد يأخذ ما يريد متى يشاء
يحطم القلوب ويسبي النساء
كل الذي كان بالخيال
ولكن يعكس طبيعة الحال
الواقع مدت يدها تسلم
وكان جميل ذاك السلام
قالت :ماهي الأحوال
بخير على كل حال
جلسنا في الكافتيريا
جاء النادل فقال :ماذا تريد
احضر لي فنجال قهوة وعصير البرتقال
فابتسمت وقالت لا تزال تذكر
قلت :وهل يعقل أنسى حياتي
قالت :انا اقدم اعتذاراتي
قلت :عادي يا ملاكي
هي الحياة والحال
هذا الزمان تسيير الأحوال
هي الأيام دول لا دوام للحال
قالت :لقد تغيرت كثيرا
و أنتِ لا تزالي ذات جمال
فابتسمت وقالت :أنا الأن أم وعندي أطفال
ولي ابن اسمه على اسمك
نزل دمعي
وقلت ولم تزالي على العهد
فقالت: نعم ولن أخلف العهد ما حييت
فجرى دمعها على الأسيل
ومسحت دمعها بالأنامل
وقطرات الدمع حار
وأنا للظروف مقدر
حان موعد الفراق
ودعتها عندما ذهبت
بحضن عله أخر الأحضان
ذهبت بطريقها وأنا بطريقي
وكلنا يمسح العيون
عجبا لهذا الزمان
بقلم ساهر محمد

تعليقات