نثر .. اجلس وأتأمل ..

اجلس وأتأمل في وجنتيه الغائرتين  أقرأ ماكتبه الزمان بين تجاعد وجهه وأسأل عن سر بريق عينيه كيف بقي صامدا رغم كل الاعاصير والمحن التي مرت عليه.... بريق يحيلني لأيام الصبا لما كنت أحادثه وتبهرني نظراته وأقول له :من الذي زرع هذا البريق في عينيك ؟؟  ويجيبني والفرحة تسابق كلماته فيقول : هو بريق ورثته عن جدتي  واقول ببراءة الأطفال وهل لا يزال عندك شيء منه لتقدمه إلي كعربون محبتك لي... كانت تزداد فرحته وهو يداعب خصلات شعري المسترسل على كتفي ويقول لي : انظري إلى عيني هي التي ستمنحك  بعضا من بريقهما ..وانظر الى عينيةبجرأة طفولية وكأنني أقتبس منهما ذاك البريق....
هي ذكريات لا تزال راسخة في ذاكرتي أستعيد أحداثها كلما التقيت به وكانني احس ان له شيئا عندي ...ويعاودني الحنين الى ذلك البريق فأبحث عنه بين ركام من التجاعيد وكانني أطوي صفحات ماض سحيق لأصل إلى تلك العينين الغائرتين وأغوص في يمهما لأفوز بذاك البريق ....
هي السنون تلعب لعبتها وتطوي صفحات العمر دون أن ترحم وجوهنا وعظامنا وأجسادنا تحرق المراحل وتخلف المواعيد وتفسد الأحلام وتجعلنا نتشبث بقشة واهية لتربطنا بالماضي وتضفي علينا  ولو لمسة خفيفة من جمال الصبا ويناعته لكن القشة تتمزق شيئا فشيئا لنسقط في النهاية في بؤرة اليأس والضعف والبشاعة ....فلماذا نهرب من واقعنا ونحاول ان نتغاضى عن مصيرنا ونصنع لانفسنا قصرا من ورق ونحن نتجاهل مصيره إذا هبت ريح الزمن وتلاعبت به في كل الاتجاهات ...فسبحان الله كيف نصبح وكيف نمسي وكيف نوجد وكيف ننتهي !!!!!!!!!!
بقلمي د. مليكة بوصوف

تعليقات