موطني

موطني
وطني وأنت المجدُ والغارُ // وطهارةُ الأنحاءِ والدارُ
وجمال وردٍ يمتطي عطراً // بجلالِ قدرٍ والرُّبى نارُ
من سهلكَ الفياض قد قمنا // نبني الحياةَ فينثني العارُ
وتزولُ أقنعةٌ ربتْ دوماً // في ظلمةِ الجاني وأحبارُ
ونسيرُ في طرقٍ كنبراسٍ // بالنورِ تهدي تحملُ الغارُ
يا موطني والأرض أعلامٌ // قد أبهرتْ أُمماً وأطهارُ
الدينُ سيدها وقرآنٌ // يشفي قلوباً ترتدي القارُ
مسرى الرسولِ هنا وأقصانا // مهدُ المسيحِ هنا وأقمارُ
والأنبياءُ لهم كمحرابٍ // والأتقياءُ هنا وأبرارُ
عمرٌ وعَمْرٌ في ضواحيها // صوتُ البلالِ هنا وأنصارُ
سيفُ الصلاحِ وطعمُ أمجادٍ // كانت لنا نوراً وأسوارُ
يا موطني وسماكَ ألحانٌ // تُثري الحياةَ رؤىً وأطيارُ
فيك البحارُ وسهلها ماءٌ // عشبٌ يشبُّ بها وأشجارُ
وجبالُ عزٍّ ترتدي فخراً // بالنار تحيا كيف تنهارُ!
والنبع يجري مثل ملهوفٍ // يروي الجنانَ لها وأنهارُ
للمجد نرضعُ منذ أن كنا // نحبو ونأبى الضيمَ نختارُ
مهما تمادى الظلمُ والباغي // نبقى الأسودُ ويزأرُ الثارُ
كلُّ الحضارات التي مرتْ // فوقَ الثرى ماتتْ وتنهارُ
واليومُ صهيون الهوى يجري // نحو الهلاكِ غوى وأشرارُ
وسلاحُ حقي ثائرٌ يشفي // جرحَ السنينَ وتثمرُ النارُ
شحدة خليل العالول

تعليقات