في كل ذكرى ظلك خفاق/أحمد إبراهيم الربيعي

(( ما قبل الفراق ))
_______________

ساروض النفس على الفراق
وأحبس الدموع في الآماق

وحمرة الغروب والذكر الشجي
ادمجها في حمرة الأحداق

وأسحق مشاعري في غربتي
وأكتم الذكرى مع الأشواق

وكل ما يربطني في عشقك
أرميه في جب وفي الأعماق

وألوك علقم البعاد مهاجرا
عسى البعاد يهون المشاق

مستبقا يوم الفراق المنتظر
بات قريبا بابانا مطراق

وأحاول النسيان وهو حيلتي
والروح لا تنسى شذى الأعباق

محال ان أنساك هذا واقعا
في كل ذكرى ظلك خفاق

وكيف أنساك وقلبي عندك
والذهن منك وإليك باق

في كل زمان ومكان حاضرة
ذكرى وذهني نحوك ينساق

إذ كنت شمسي في نهاري مشرقة
ستحضرين بلحظة الأشراق

وفي الليالي كنت نوري والقمر
ابصر وجهك ساطع الآفاق

أنت نسأئم العليل من الهوى
وأدمنت روحي لك استنشاق

لكنما القدر العجيب قد أبا
ألا الفراق ودونما أشفاق

ورسائل الأحلام ضاعت والمنى
وتبعثرت مع زحمة الأوراق

كنا مثالا يحتذى في عشقنا
يغبطنا لودادنا العشاق

شعت ومن فرط الغرام توهجت
قلوبنا ببهائها البراق

لكن هوانا لم يدم وتكاثرت
من حولنا الحساد كالعذاق

والآن أصبحنا على شفا الجفا
محض محال وصالنا وتلاق

انا للممات ذاهبا وكيف لا
انت الحياة ولروحي الترياق

وبدونك جسدي بلا روح بدا
مع روحك ارتبطت بغير وثاق

ضيعت روحي وقد قلتها لك
روحي فداك لآخر الارماق

هل سكنت طيوفك ام غادرت
نحو السماء بنية الازهاق

لذا فراقك والممات كأنما
صنو القلادة شوقها الاعناق

ماض انا لكن عهدي بالوفا
باق يطوف بدارك طواق
___________________

أحمد إبراهيم الربيعي
 العراق العظيم